غزو الشُّعوب بالمِثلِية الجنسية والشُّذوذ الحمدُ للهِ الملِكِ القهَّار، المُحيطِ علمُه وبصرُه وقُدرتُه بجميعِ الخلائقِ في الآفاق، ويُملِي للفاجرِ حتى اذا أخذَهُ لم يُفلِتْه، والصلاةُ والسلامُ على النبيِّ محمدٍ المبعوثِ للعالَمينَ رحمةً وإصلاحًا، وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه إلى يومِ الحشْرِ والجزاء. فاتقوا الله ــ جلَّ وعلا ــ بحمايةِ أنفسِكم وأهليكم، وأدواتَ المُبطِلين، وأذنابَ الفاجِرين، ومُستخَرَجاتِ القَذِرِينَ، الذين يَسيرونَ خلْف خُططِ وبرامجِ وأهدافِ الماسونيةِ العالميةِ اللادِينيَّة، فقد صحَّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال مُحذِّرًا لنَا: (( «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ، شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْرِ ضَبٍّ لَاتَّبَعْتُمُوهُمْ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ» ))، وقال اللهُ سبحانَه آمِرًا لنَا ومُرهِّبًا: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }، وقال تعالى: { وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، أيُّها المسلمون: وأذَلِّ النَّزوات، وأحَطِّ الشهوات، ولا انتشَرتْ واستشْرتْ في موطِنٍ إلا وساءَ الصَّباحُ والمساء، وازدادَ الفساد، وفظيعُ العذاب، وسريعُ الانتقام، وانتشرتْ في أرضِهم، وتتابعَ أهلُها على فعلِها، كانت مع الشِّركِ إيذانًا بهلاكِهم، وجعلِهم عِظةً وعِبرةً لِمَن بعدَهم مِن الأُمَم، فالعقوبةُ والعذابُ لهم أدْهَى وأمَرُّ، أبكَى وآلَم، إنَّهم يُغزَونَ: بالمِثْلِيَّة الجِنسيَّة، والشُّذُوذِ الجِنسِي، وإتيانِ الرَّجلِ رجلًا مِثلَه، ورُكوبِ الشَّابِّ شابًّا مِثلَه، واستغناءِ الصغيرِ بصغيرٍ مِثلِه، بل أصبَحَ الذَّكَرُ يُجْرِي عمليَّاتٍ تجعلُهُ كالمرأةِ صورةً وأعضَاءً، ثمَّ وصَلوا إلى زواجِ الرَّجلِ بالرَّجل، ومُعاشرتِها لهَا كالرَّجل، بل حتى صغيرَ السِّنِ الذي لم يَعقِلِ الأمورَ جيِّدًا بعدُ، لم يَسلَم مِن غَزوِهِم، وجرُّوهُ إلى مُستنقَعِهم، وأهبَطوهُ إلى رذيلَتِهم، وأوقعوهُ في مُخطَّطَاتِهم، وصارتِ المِثليَّةُ وشِعارُها وكثيرونَ مِن الواقعينَ فيها ذكورًا وإناثًا صغارًا وكِبارًا سِلعةً يتكسَّبونَ بها في الانتخابات، وتجارةً يَتضخَّمُ بها أربابُ الأموال، ودَهماءُ الأنام، وضغطٍ سياسِيٍ واقتصادي، وبقنواتِ إعلامٍ مُتعدِّدة، والصالحِ والطالِح، وإلى فراشِ النوم. فصارَ هؤلاءِ الغُزاةُ أجْرَمَ بالبشريةِ مِن غيرِهم، وشديدِ المَكرِ، وهدمُ للرجولةِ والأُنوثة، وإهلاكٌ للمجتمعات، ووساخةُ النفسِ والطَّبع، شُذُوذٌ مُنحرِف، ونزوةٌ فاجِرة، وحَقارةُ شنيعة، والمُجتمعات، وُضَعَاءُ وإنْ ترفَّعوا ونُصِّبُوا، مُتلوِّثونَ وإنْ تزيَّنوا وتجمَّلوا، تُهِينُهم أنفسُهم قبل أنْ يُهينَهُم غيرُهم، ولضَرْبُ السُّيوفِ أهونُ على العفيفِ والعفيفةِ مِن بيعِ عِرضِه، وانتهاكِ شرَفِه، إنَّها ظُلمٌ للفاعلِ بما جرَّ إلى نفسِه مِن الإثمِ والخِزيِ والعارِ والسَّفالةِ والحَقارة، وقادَها إلى ما فيهِ الموتُ والدَّمارُ والعذابُ الشديد، وظُلمٌ للمفعولِ به حيثُ هتَكَ نفسَه وأهانَها ورضِيَ لهَا بالسُّفولِ والانحطاطِ ومَحْقِ رُجولتِها، فكان بين الرجالِ بمنزلةِ النُّسوان، ومتى فشَتْ هذه الفاحشةُ في المجتمعِ ولم يُعاقِبْهُ اللهُ بدمارِ الدِّيار، وانطماسُ البصائر، وانقلابُ العقول، واستشْرَاءُ الفسادِ والظلمِ والجَور، وذهابُ الخيراتِ والبركاتِ، ما بينَ الإهلاكِ، والخسْفِ بهِم، ورجمِهم بالحجارةِ مِن السماء، ونَكَّلَ بهِم نكالًا لم يُنَكِّلْهُ أُمَّةً سِواهُم، ثمَّ قُذِفوا بحجارةٍ مِن سِجِّيل، حتى هلَكوا عن آخِرِهم. ولمَّا كانت هذهِ الجريمةُ مِن أعظمِ الجرائمِ، وأكبرِ الفواحشِ، عقوبتُها القتلُ والإعدام، حيثُ جاءَ في حديثٍ نَبويٍّ نصَّ على ثبوتِه عديدٌ مِن العلماء أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الفَاعِلَ وَالمَفْعُولَ بِهِ )). وقال العلامةُ العُثيمين ــ رحمه الله ــ: «قال الإمامُ ابنُ تيميةَ ــ رحمه الله ــ: “لم يَختلِف أصحابُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في قتلِه، ولكن اختلفوا كيف يُقتل، فقال بعضُهم: يُرجَم بالحِجارة، وقال بعضُهم: يُحرَقُ بالنَّار”. فالفاعلُ والمفعولُ به إذا كان راضيًا، سواءٌ كانا مُحصَنَينِ أمْ غيرَ مُحصَنَين، لِعظَمِ جريمتِهما، وإعدامٌ للخُلقِ والفضيلة، بل قال العلماءُ ــ رحمهم الله ــ: «ليسَ في المعاصِي أعظمُ مفسدةً مِن مفسَدةِ هذهِ الفاحشة، وهيَ تَلِي مفسَدَةَ الكُفر، ورُبَّما كانت أعظمَ مِن مفسدةِ القتل، وإنْ شاءَ عفا،