لقد أولت الشريعة الإسلامية أهمية بالغة لعقد الزواج وذلك لكونه العقد الذي تتشكل به المؤسسة الأولى في الحياة الانسانية ألا وهي الأسرة، والتي بصلاحها يصلح المجتمع ويزدهر فجعلت له مكانةً متميزةً و طبيعة خاصة يختلف بها عن سائر العقود، ولهذه الأسباب جعل الشارع الحكيم لعقد الزواج أركانا وشروطا لا يتحقق بدونها، وفي ذلك يقول ملك العلماء الكاساني الحنفي:" و لأن ملك النكاح لم يشرع لعينه ؛ وتبين أن النكاح المحرم أو الباطل بالسفاح أشبه منه بالنكاح حيث إن هذه الخصائص غير متيقنة فيه ، ولذا فإن لدراسة مقاصد الزواج وأثرها فوائد مهمة على المستوى النظري و كذا التطبيقي، وكذلك لما لها من أثر في استنباط أحكام المستجدات الطارئة على الأسرة في ظل التسارع والتقدم العلمي والتقني الكبير في هذا الزمان.