- معرفة الله المسبقة والحريةويدرك الانسان أيضاً أنه كائن مخلوق، فيتساءل أحياناً عن مدى الحرية التي يتمتع بها مع وجود الله الخالق، بخاصة اذا كان هذا الاله يعرف مسبقاً ما سيقوم به كل فرد من أفعال، أفلا تؤدي هذه المعرفة المسبقة الى جبرية في سلوك الانسان؟ تجاه هذه الأسئلة المقلقة، يؤكد يوحنا الدمشقي أن كون الانسان مخلوقاً لا يهدد مصيره البتة، ذلك لأن الله الخالق الخير قد خلق الانسان،كما لا يجوز ،البتة، اعتبار معرفة الله المسبقة الأمور بمثابة جبر للانسان على سلوك محدد مسبقاً، ذلك لأن معرفة الله هذا الشأن ليست أمراً بالثمامه. ثم إن الله يريد الأفعال الصالحة ويرتضي بها ارتضاءاً متقدماً»، بل يسمح للإنسان بالسلوك الحر المسؤول (المقالة الثالثة والاربعون) هكذا يصدر الشر عن انحراف الإرادة الانسانية، وليس الله سبب هذا الانحراف، بلإن إرادة الإنسان الحرة هي سببه الحقيقي.رب متسائل يسأل لماذا يسمح الله بالشر؟ لماذا خلق كائنات مع علمه المسبق بأنها ستكون شريرة؟ يجيب الدمشقي ١- يسمح الله بالشر، ويخلق كائنات تصير باختيارها شريرة، الذي يواصل فعل الخير تجاه الشرير، بحفاظه على وجوده،