لقد كان عصر التنوير يرفض بصراحة الحكم بما أنزل الله، والرجوع إلى الله في تنظيم الحياة العامة، فالمجال الدنيوي بما فيه الحياة الإنسانية نفسها ليس سوى مكان يستعد فيه الناس للحياة بعد الموت بما تشتمل عليه من ثواب وعقاب، فكان على المرء أن يتحمل الألم ، وهنا برز السؤال: أليس في وضع الفلسفة أن تعالج النظم البشرية بنفس الطريقة التي تدرس بها الأشياء المادية؟ وكان الجواب بالإمكان ذلك، إن المطلوب هو تطبيق العقل على الأساليب التي يستخدمها الناس كي يعيشون (كذا) معاً، وصار لزاماً على الذين نبذوا الإيمان بالله أن يبحثوا عن بديل لذلك،