احمد محجوب يبلغ من العمر عشرين عاما، أقنى الأنف أسود العينني، أبوه من أغنياء القاهرة يملك ألف فدان من وأمه من عائلة عريقة في الحسب والنسب لا غبار ربَّاه أبوه تربية مصرية بحتة فنشأ يخاف أباه ويخشاه ولا يجسر على محادثته، ً واختلط بفئة وضيعة تعلم منها لعب امليسر وولع به ولوعا أنساه كل لذة في العالم. ولكنه لا ينسى أيام كانت تضربه مربيته وهو طفل إذا أينسى يوم أن تسلق شجرة النبق في الحديقة وكاد أن يسقط على الأرض؟! لقد أمسكت به مربيته والعصا في يمناها تقرعه بها ناهية إياه أن يعود ملا فعل. فنهاه السقا عم عبد الرازق عن فشتمه ورفصه برجله الصغرية؟! إنه لا ينسى ذلك اليوم وقد لطمته مربيته على وجهه وهي تؤنبه على ما فعل. وهل ينسى يوم أن التقط من الأرض بقية سيجارة كان َّ يدخنها أبوه وأراد أن يستنشق الدخان، فرأته مربيته من النافذة ونادت به، فهم بالهرب الدخول للمنزل إلى أن حمله الخصي وأتى به إليها لينال جزاءه؟! إنه لا ينسى كل وكانت تحوطه عدة بيوت صغرية لأقوام من بيئة ليست بالغنية ولا وإذا ما خلت البنت بنفسها جلست أمام النافذة التي تطل على غرفة محجوب فكان إذا ما دخل غرفته أشارت إليه بالسلام ويبتدئان في ففي ذات يوم دخلت عليه مربيته فوجدته يشري بيمناه للفتاة، ولكنه لاحظ بعد ذلك أن مربيته تكثر من الدخول في غرفته ساعة إيابه من املدرسة كأنها تود أن تمنعه عن محادثة الفتاة، أحكم إقفال باب غرفته باملفتاح ليفعل ما يوحيه إليه هواه. واهتدت مربيته لسر حيلته فدقت على بابه بيدها، ففتحه لها بعد أن أشار لفتاته أن فابتسمت ابتسامة الهازئ وقالت له: – إنك يا ولدي تسيء لنفسك. – إني حريص على أدائها فدعي اللوم جانبًا. ألا تخشى أن أخبر أباك بما تفعل؟ – ولكنك ترتكب املعاصي على مرأ – أبي لم يخرج من غرفته بعد، فهل لك أن تذهبي وتقصي عليه ذلك. وخاف محجوب أن تخبر أباه بهواه، فلما دنا وقت العشاء ثم مضت أيام وهو يسأل نفسه عن سر مراقبة مربيته له فلا يهتدي إلى شيء. فعلام لا تتركه حرا يفعل ما يشاء، وعلام تغار من هذه الفتاة التي لم تبلغ الخامسة عشرة فرجع البيت وهو يعض بنان الندم، فدخل غرفته وجلس أمام نافذته وأمسك برواية من الروايات الحديثة ليقتل بها الوقت، وأشار لها أن تبتعد فابتعدت، وجلس وحيدا ينتظر الرقيب. فدخلت مربيته بعد عدة دقائق وقد استشاطت غضبًا، فإن عدت لفعلتك أخبرت والدك بكل ما فعلته. – أتأبى استماع نصائحي؟ سمع محجوب هذه الكلمة فقام غاضبً َّ ا وهم أن يغادر الغرفة، َّ ت ذراعها على خصره ومنعته من الخروج، فهم بالإفلات منها فلمس جسمه جسمها، فلف ساعده أيض ً ا على خصرها متظاهرا بالهجوم ليدافع عن نفسه، ً والأربعني عاما التي قضتها، وكان محجوب شابٍّا يهيج شهوته الخادرة أي باعث صغري، فأطال النظر إليها وأطالت النظر إليه،