يَشهد القرن العشرون والواحد والعشرون ثورةً في التّكنولوجيا، حتى وصل الحال إلى الاستغناء عن بعض الأدوات التقليديّة والاستعاضة عنها بأدواتٍ إلكترونيّة أو تِقَنيّة من نتاج ثورة التكنولوجيّا. استمد العصر الحاضر لقب عصر التقنيّة والتّكنولوجيا انطلاقاً من غزو التّكنولوجيا جميع مَناحي الحياة، بل اصبح كل فرد لايستطيع ان يستغني عن استخدام التكنولوجيا سواء في حياته العلمية او حياته العمليه لانه سوف يفقد الكثير بفقدان ادوات واشكال التكنولوجيا. الاشكال المختلفة للتكنولوجيا من كمبيوتر وهواتف نقالة وحواسيب وانترنت . كما انها سمحت للانسان بإستغلال الوقت وتقليل التكاليف وانجاز الاعمال والمهام بسرعة فائقة والحصول على معلومات هائلة ومتعددة في اوقات قياسية. وفتحت مجالأ واسعاً أمام البحوث العلميّة. المساعدة على سرعة إنجاز المَهام في أيّ وقت على مدار اليوم والعام. بنت جسراً لتقريب المسافات وجعل العالم قرية صغيرة. في ظل هذه التكنولوجيا المتجددة لا يجد الإنسان فرصة سانحة لكي يعود إلى أعماق نفسه ويفكر مليا ويطرح على نفسه مجموعة من الأسئلة المتعلقة بسلبيات ومخاطر التكنولوجيا: والأسئلة التي يجب طرحها هي ما الذي تسلبه التكنولوجيا منا؟ وما هو الثمن الذي يجب دفعه للتكنولوجيا الجديدة؟ هل التكنولوجيا رحمة أم نقمة؟ من الواضح أن الدراسات والأبحاث اثبت أن أشكال التكنولوجيا مثل الحاسوب والانترنت والهاتف النقال لها مجموعة من السلبيات لا يمكن أن نرسم حدودها أو نحدد مداها، هناك أيضا تحرش وأشكال مختلفة تسمح بولوج الحاسوب عن طريق الفيروسات وبرامج التجسس والجواسيس الذين يريدون الدخول إلى أعماق الحياة الشخصية لكل فرد. كل هذه الأمور تؤدي إلى انعدام الثقة في التعاملات عبر الانترنت وتنامي المخاوف من سرية المعلومات الشخصية لذا فأن الكثير من الحقوق التي نعتبرها مكتسية في عالم الواقع غدت مهددة من خلال الشبكة العنكبوتية . ثانيا استعمال التكنولوجيا يتطلب توفير طاقة، كما أنه للحصول على التكنولوجيا لابد من استنزاف الثروات وميزانيات الأنظمة، صورة أخرى لمخاطر التكنولوجيا وسوء استخدام التكنولوجيا في الأعمال والأفعال غير المقبولة التي قد تؤذي الفرد والأسرة والمجتمع تتمثل في مشاهدة المواقع والقنوات المعتمدة على ترغيب الجنس والعنف وإفساد القيم حيث أنها تؤدي إلى أضرار وخيمة كترسيخ صور العنف والقتل والشهوة والمجون والعيش في العوالم الافتراضية، بل إن أدوات التكنولوجيا أدت إلى كثير من القضايا والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والدينية مثل الحب عبر الانترنت، إن تطور تقنيات وأساليب التكنولوجيا أصبح يسير بوتيرة سريعة، وما تم نكره سابقا يمكن اعتباره سلبيات محدودة للتكنولوجيا لكن في المقابل هناك نوع من اللاوعي لمضار التكنولوجيا لدى فئات متعددة من المجتمع ، بالإضافة إلى أن تصنيع التكنولوجيا يقع في أيدي مؤسسات ومراكز تهمل الجوانب الاجتماعية والنفسية والصحية والبيئية وتتجنب دراسة احتياجات المجتمع وكافة شرائحه ، وأخيرا للأسف هناك غياب تام أو شبه تام للبرامج العلمية والتكنولوجية في أجهزة الإعلام التي يمكن أن تلعب دورا بالغ الأهمية في نشر ثقافة العلم والتكنولوجيا من جانب وتوضيح فوائدها ومضارها من جانب آخر،