إن الأدب مرآة عاكسة لميزات وخصائص المجتمعات، فيقدم الأديب صور تاريخية وانجازات فكرية أدبية وعلمية لزمان ومكان ما، لإنتاج كتابات أدبية عميقة وفصيحة تُجسد في ذهن القارئ صورة المجتمعات. وأشهر الكتابات الأدبية والتي عرفت رواجا في عصرنا هي الرواية، فهي وسيلة الأديب في نقل همومه أفراحه أفكاره وحتى مخيلته، وتعد الترجمة من ابرز جهود ومساعي الإنسان في الأرض في نقل الأدب، وخُلق جسر التفاهم والتواصل بين شتى المجتمعات ليثريها بهده الآداب ويعرفها على حضارات منسية. ولم تقتصر الترجمة على نقل محتويات أدبية فقط بل قامت بالتعريف على أنواع أدبية وأساليب أدباء جديدة، لتتمكن بفضلها الأمم بتبادل الأدب وتفيد به مجتمعاتها. وكذا اختلاف الأساسيات والخصائص الجمالية والإبداعية من لغة إلى أخرى مثال على ذلك الاستعارة والتي تعد الصورة الأكثر شيوعا في النصوص الأدبية في تصوير وتجسيد أفكار، وتقع استثناءات هذا المحال كلها على عاتق المترجم الأدبي، فالمترجم الأدبي الكفء هو الذي يتمكن من فهم المعنى السطحي والعميق للنصوص الأدبية، فينقلها للمتلقي كما لو كانت نصا أصليا.