زايد بن سلطان آل نهيان ( رحمه الله ) ولد صاحب السمو الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قصر الحصن وقد أطلق عليه والده الشيخ سلطان بن زايد اسم زايد تيمناً بجده العظيم زايد بن خليفة آل نهيان الذي تولى حكم إمارة أبوظبي من عام 1855 إلى 1909 والذي لقب باسم زايد الكبير تقديراً له ولدوره الكبير في تاريخ المنطقة، وفي العام 1946 عين الشيخ زايد حاكماً للمنطقة الشرقية في إمارة أبوظبي حيث عمل طيلة 20 عاماً على البحث عن حلول عاجلة وحاسمة لمشكلات الناس وكان مجلسه المفضل تحت شجرته المفضلة خارج قلعة المويجعي في العين الذي لا يكاد يخلو من المواطنين والزوار. ويقول مؤرخ آخر ان الشيخ زايد هو الرجل القوي في منطقة العين وضواحيها ومن هنا امتد نفوذه إلى الظفرة وان البدو يحترمونه وقد كرس الشيخ زايد المال القليل الذي توافر لديه للقيام بإصلاحات في المنطقة الشرقية ويرجع إليه فضل بسط نفوذ أبوظبي على البادية ويرشحه كل هذا إلى جانب عدالته وروحه الاصلاحية وقدرته السياسية على ان يكون رجل البلاد المنتظر في إمارة أبوظبي، وخلال فترة حكم العين جند زايد نفسه لحل مشكلة استصلاح الأراضي الزراعية وتوفير وسائل الري وعمل على تطبيق مبدأ الماء والكلأ لكل الناس، وكانت دولة الإمارات على موعد مع القدر في السادس عشر من اغسطس/آب عام 1966 حين تولى صاحب السمو رئيس الدولة مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي حيث شهدت الإمارة على يديه نهضة شاملة ثم أخذ سموه يتطلع بفكره الوحدوي إلى اخوانه في إمارات الخليج العربي داعياً إلى الوحدة لأن في الاتحاد قوة وصلابة وفي التفتت ضعف وفرقة وكان سموه أول من نادى بالاتحاد في منطقة الخليج العربي بعدما أعلنت بريطانيا في يناير/كانون الثاني 1968 عزمها على الانسحاب العسكري من المنطقة عام 1971. ولعل السمة البارزة في سياسة صاحب السمو رئيس الدولة أنه ابتعد في دولة الإمارات عن مزالق الخلافات السائدة في الصف العربي واستطاع بمواقفه التي تتسم بروح الود والإخاء أن يكسب احترام الجميع على الصعيدين العربي والدولي.