وَالْغُيومُ الْقُطْنِيَّةُ تُزَيِّنُ السَّمَاءَ وَالنَّسَمَاتُ الْعَلِيلَةُ تُدَغْدِعُ وَجْنَاتِ الْمُصْطَافِينَ الَّذِينَ نَشَرُوا مِظَلَّاتِهِمْ عَلَى الرِّمَالِ الذَّهَبِيَّةِ وَانْطَلَقُوا يَسْتَحِمُونَ وَيَسْبَحُونَ فِي الْبَحْرِ الْهَادِئِ ‎ثَبَّتْنَا مِظَلَّتَنَا الشَّمْسِيَّةَ، وَوَضَعْنَا أَمْتِعَتَنَا. كُنْتُ مُتَحَمِّسَةً لِلْغَوْصِ فِي الْمِيَاهِ الْمُنْعِشَةِ ‎وَاللَّعِب مَعَ أَمْواجِ الْبَحْرِ الْهَادِئَةِ. ‎هَرْوَلْتُ مُسْرِعَةً وَارْتَمَيْتُ في الْمِيَاهِ الرقراقة. ‎لكن سرعان ما تَعَكَّرَ مِزاجي بوجود كيس "بلاستيكي" يطفو بجانبي. ‎عُدْتُ مُسْرِعَةَ لِلسَّبَاحَةِ ‎فَقَدْ كَدَّرَ عَلَيَّ هَذَا الْكِيسُ صَفْوَ مُتْعَتِي. ‎ماذا! كيس آخَرُ؟! ما بِهِمْ هَؤلاءِ الْمُصْطَافِينَ ؟؟ ‎أَلَمْ يَلْمَحوا سَلَاتِ الْمُهْمَلَاتِ مُوَزِّعَةً عَلَى طُولِ الشَّاطِئِ! ‎يا الْعَجَبِ هَلْ نَسْبَحُ فِي الْبَحْرِ أَمْ فِي مَصَبٌ لِلتَّفايَاتِ؟". واتخذت قراري: سَأَخَلِّصُ الْبَحْرَ مِنْ هَاتِهِ الْقُمَامَةِ. انْطَلَقْتُ ذَهَابًا وَإِيابًا وَأَنَا أَجْمَعُ النُّفَايَاتِ مِنْ قَوارِيرَ وَأَكْياسِ وَأَغْطِيَةٍ "بلاستيكية". ‎وَسُرْعَانَ مَا بَدَأَ التَّعَبُ يَنالُ مِنِّي. ‎وتطير بي في السَّماءِ عاليا. ‎قُلْتُ مَذْعُورَةً: أَيْنَ سَتَأْخُذُنِي هَذِهِ النَّوارِسُ الْمَجْنُونَةُ؟ ‎هَلْ سَتُلْقِي بي في جَزِيرَةٍ مَهْجُورَةٍ؟". ‎وَبَيْنَمَا أَنَا فِي حَيْرَةٍ مِنْ أَمْرِي وإِذَا بِالنَّوَارِسِ تُلْقِي بِي مِنَ السَّمَاءِ.