العلاقة التربوية مجموع التفاعلات التي تحدث داخل جماعة التعلم،و التي تتم- في الوقت نفسه - بين المدرس و المتعلمين،و بين المدرس و المتعلمين ومواضيع التعلم.المدرس و المتعلمون يشكلون حقل تفاعلات اجتماعية و يقيمون شبكة من العلاقات الوجدانية،وعلاقات الانجذاب و التنافر و التعاطف و الكراهية. وتتحدد بنية هذا الحقل ،الكيفية التي يشارك بها كل من المدرس و المتعلمين في عملية التعليم و التعلم.إن العلاقات التربوية تعامل و تفاعل انساني يتم بين أفراد في وضعية جماعة.وإذا ما اعتبرنا أن الفضاء الذي تحدث فيه عمليات التعليم و التعلم هو،فمن الواضح ان تؤسس داخل هذا الفضاء علاقات دينامية بين المدرس و المتعلمين تتخذ شكل انخراط في عملية التواصل مركبة، و تبادلات وجدانية نو عمليات استكشاف و مقاومة.اهتم عدد من الدارسين بتحديد انماط العلاقة التربوية،منطلقين في ذلك من طبيعة التفاعل الذي قد يقوم بين المدرس و المتعلمين من جهة،و بينهما و بين محتويات التعلم من جهة ثانية.وهكذا وضع تصنيفات متعددة و متمايزة:صنف" لويس دينو" العلاقة التربية الى أربعة اصناف هي:فيكون الفعل التربوي فيها متمركزا على ذاته،ب‌- علاقة يتمركز فيها العمل التربوي على المتعلم،بحيث يكون مدعوا إلى إعادة بناء المعرفة و اكتشافها،أما المدرس فيعمل في هذا النمط من العلاقة،على توفير و تنظيم الشروط الضرورية للتعلم،بحيث تتحدد أدواره الأساس في التوجيه و الإرشاد.ج- علاقة يكون فيها المدرس محفزا ومسهلا لعمليات التعلم دون ان يتدخل في توجيهها او المشاركة فيها، فهو يكتفي فقط بتلبية حاجات المتعلميند- علاقة يصبح فيها المدرس متعلما بدوره.تعتبر المدرسة مجالا اجتماعيا تربويا تجتمع فيه عقليات بخصوصيات مختلفة .عقليات اختلفت خلفياتها الاجتماعية والتربوية إلا أنها اجتمعت تحت لواء المنظومة التعليمية مع اختلاف الأدوار بين المدرس والمتعلم. معلمون أنيطت بهم مهمة تربية وتعليم النشء ,وتلاميذ رغبوا في التأسيس لنجاح في حياتهم عبر مسلك الدراسة وطلب العلم.إن تواجد المعلمين والمتعلمين في الوسط المدرسي وداخل المنظومة نفسها يجعل التواصل بينهم ضرورة حتمية:تواصل بين التلاميذ بعضهم ببعض وتواصل بينهم وبين معلميهم. فالتواصل هو القناة التي عبرها تمر العملية التعليمية وبدونها فلا وجود لتعليم أو تربية . وهكذا فيجب أن يشكل هذا التواصل الإيجابي الأساس المتين لأي علاقة بين المعلم والمتعلم . هذا التواصل لا يحمل صفة الايجابية دون أن يحترم فيه كل طرف اختصاصات الطرف الأخر ورغباته وميولاته الشخصية . فالتلميذ بجدر به أن يحترم شخصية المعلم مادام هذا المعلم يبادله الاحترام ويسعى جاهدا لتطوير ذاته من اجل مصلحة المهمة.المدرسون هم الأجدر بان يكونوا مثالا وقدوة للتلاميذ وبالتالي يجب أن يبادروا إلى إعطاء العبرة لتلاميذهم في حسن التربية والأخلاق الرفيعة . فيتجنبوا تصرفات من شأنها أن تُحدث رد فعل سلبي كالسب والشتم والتلفظ بألفاظ بذيئة . كما يجب أن تشكل مصلحة التلميذ همهم الأول فيسعون بمجوداتهم إلى تبليغ المعارف والمهارات والسلوك المرجو .- التفاعل التربوي والحياة الإجتماعية:يساهم التفاعل التربوي في تحقيق النمو والاستمرار في الحفاظ على شخصيته وذاته من خلال قيامه بالربط المستمر بين سمات ثقافته المحلية والوافدة دون إحداث أي انحلال أو تغير أو ذوبان أي منهما في الآخر، فتزداد أبعاد التفاعل والتكيف مع الحفاظ على معالم الشخصية المحلية. يلعب التفاعل التربوي دوراً فعالاً في تنظيم الحياة الاجتماعية، إذ يوفر متطلبات الأفراد في المجتمعات من استقرار وأمن من خلال محاربة المشكلات الاجتماعية. يُلبي كافة حاجات المجتمع الاقتصادية، وخاصة الأيدي العاملة المدربة،يساهم التفاعل التربوي بمنح الفرد واكسابه المهارات الأساسية بالاعتماد على مناهجه وآلياته المستخدمة في المجال المدرسي، ويأتي ذلك في سعي لإمداد الطلبة بالإمكانية التامة على أداء المهارات التي تنفعهم في ممارسة الأنشطة في مختلف مجالات الحياة. تطوير نوعية التعليم والتعلم، حيث يحرص التفاعل التربوي دائماً إلى الارتقاء بمستويات التعليم وتحسين جودتها بالاعتماد على سلسلة من الإجراءات المتبعة والمرتبطة بالمناهج الدراسية المعطاة للتلاميذ، كما يعمل على تفعيل الدور التربوي بشكلٍ جدّي بواسطة التجديدات التربوية والإصلاحات المستحدثة بين فترة وأخرى،