سألتُ نفْسِي منْ أكونْ؟ بعدَ كلّ هذا الوقْتِ الّذي مضى، وأنا أقلّبُ صفحاتِ الماضِي صفحةً صفحةً، أقلّبُ صفحاتِ الجوازْ. كنت جالسا أنتظرُ أنْ أسمعَ ذلكَ الصوتَ الّذي يأتينَا ليخْبرنَا بقربِ إقلاعِ الطّائرة، وما هذاَ الجّنونُ الّذي يجْتاحُنِي فجأةً؟ ما هذا الّذي أفعلهُ؟ ماذا حلّ بذلكَ المهنْدسِ النّاجحِ الّذي عاشَ عمرهُ بينَ مكتبهِ البسيطِ، وبيتهِ؟ ماذا حلّ بعالمِهِ الّذي بنّاهُ لنفْسه؟ كانَ هذياناً، أنا قدْ أصبحتُ على بعدِ سلّمٍ منْ الجزائرْ،