التعلم الموجة نحو الأبداع عندما نتحدث عن التعلم الإبداعي فإننا نستبعد ذلك التعلم الشكلي القائم على حفظ المعلومات والحقائق والمفاهيم والمبادئ والقوانين واستظهارها عن ظهر قلب بغض النظر عن انعكاسات هذه المعلومات على شخصية المتعلم أو فائدتها العملية أو تطبيقاتها الحياتية . إن معظم الإنجازات العلمية والتكنولوجية التي حققتها البشرية في القرن العشرين هي نتاجات أفكار المبدعين، كل ذلك يحتاج منا السرعة في تنمية عقليات قادرة على حل المشكلات. وتعد تنمية هذه العقليات المفكرة مسئولية كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسات التعليمية، فمن المعلوم أن تنمية تفكير الفرد يمكن أن تتم من خلال المناهج الدراسية المختلفة داخل المؤسسات التعليمية، والمناهج باختلافها تساهم في تنمية التفكير والقدرة على حل المشكلات لدي الطلبة وتسهم في زيادة قدراتهم في أنواع التفكير المختلفة إذا توفر لتدريسها الإمكانات اللازمة وهي بحاجة إلى الإيقاظ والتدريب لكي تتوقد، والذي تحتاجه التنمية الشاملة للمجتمع في القرن الحادي والعشرين، وهذا لا يتأتى بدون وجود المعلم المتخصص الذي يعطي طلبته فرصة المساهمة في وضع التعميمات وصياغتها وتجربتها، وأن تكون لديه القدرة على إبداء الاهتمام بأفكار الطلبة واستخدام أساليب بديلة لمعالجة المشكلات، وعرض خطوات التفكير عند معالجة المشكلة بدلا من عرض النتيجة فقط، مما يدفعهم نحو تطوير نماذج التفكير والقدرة على تقييم نتائج التعلم . ويعتبر الإبداع والتفكير الإبداعي من أهم الأهداف التربوية، ومن خلال مراجعة البحوث والدراسات التربوية والنفسية أظهرت أن الإبداع متعدد المناحي، ويمكن النظر إليه من خلال أربعة مناحي هي : 1- مفهوم الشخص بناء على سمات الشخص المبدع هو المبادأة التي يبديها المتعلم في قدرته على التخلص من السياق العادي للتفكير وإتباع نمط جديد من التفكير. أو الخروج عن المألوف، أو ميلاد شئ جديد سواء كان فكرة أو اكتشافا أو اختراعا بحيث يكون أصيلًا وحديثاً، وبالتالي فإن إطلاق مفهوم الإبداع لا يجوز على إنتاج غير مفيد، أو إنتاج لا يحقق رضا مجموعة كبيرة من الناس في فترة معينة من الزمن. واختبار صحة هذه الفروض والربط بين النتائج، 4- مفهوم الإبداع بناء على الموقف الإبداعي أو البيئة المبدعة يقصد بالبيئة المبدعة المناخ بما يتضمنه من ظروف ومواقف تيسر الإبداع، وتقسم هذه الظروف إلى قسمين هما : أ. ظروف عامة: يرتبط بالمجتمع وثقافته، خصائص التعلم الإبداعي : أو نفسيه أو روحيه . • التعلم القائم على الخبرة سواء مباشرة حقيقية أو غير مباشره وكلما كانت أقرب إلى الواقع كان التعلم أكثر فاعليه وبقاء واقل نسيانا وأسرع في حدوثه واقل في الجهد المطلوب له . • تعلم يتناسب مع إمكانات كل فرد وقدراته واتجاهاته الذاتية ويلبي حاجاته الخاصة . • تعلم يتضمن معلومات ومهارات واتجاهات قابله للبقاء ويمكن استخدامها في الحياة . • تعلم يؤدي إلى تطوير التفكير الإبداعي لدى الفرد ويجعل منه باحثا عن الأسباب والعلاقات أكثر من باحثا عن النتائج . • تعلم يجعل من المتعلم محورا له ومركزا ليصبح هذا التعلم صانعا لعمليه تعليمه وليس مجرد طرف سلبي فيها . • تعلم يمكن قياسه وتقويمه بهدف تحديد مداه ودرجته . • تعلم يشكل في حد ذاته معززا ومثيرا لدافعيه المتعلم للتعلم . يتضمن الإبداع والتفكير الإبداعي مجموعة من القدرات العقلية تحددها غالبية البحوث والدراسات التربوية والنفسية بما يلي: تتضمن الطلاقة الجانب الكمي في الإبداع، وبالتالي يجب أن تستبعد الأفكار العشوائية الصادرة عن عدم معرفة أو جهل كالخرافات، وعليه كلما كان المتعلم قادرا على إنتاج عدد من الأفكار أو الإجابات في وحدة الزمن، توفرت في الطلاقة أكثر. وبالتالي تشير المرونة إلى درجة السهولة التي يغير بها المتعلم موقفا ما أو وجهة نظر عقلية معينة. المرونة التلقائية، ومن الأمثلة عليها: اكتب مقالًا قصيراً لا يحتوي على أي فعل ماضي، فكر في جميع الطرق التي يمكن أن تصممها لوزن الأشياء الخفيفة جداً. الذي يقف عند فكرة معينة أو يتصلب فيها، يقصد بالأصالة التجديد أو الانفراد بالأفكار، كأن يأتي المتعلم بأفكار جديدة متجددة بالنسبة لأفكار زملائه، أي قليلة التكرار بالمفهوم الإحصائي داخل المجموعة التي ينتمي إليها المتعلم، أي كلما قلت درجة شيوع الفكرة زادت درجة أصالتها. وتختلف الأصالة عن عاملي الطلاقة والمرونة فيما يلي : وعليه يمكن قياس الأصالة عن طريق: كمية الاستجابات غير المألوفة والتي تعتبر أفكارا مقبولة لمشاكل محددة مثيرة، ويطلب من المتعلم أن يذكر لها عناوين طريفة أو غريبة بقدر ما يستطيع في وقت محدد، مع احتمال استبدال القصة بصورة أو شكل. رابعا: التفاصيل / الإكمال: يقصد بالتفاصيل ) أو الإكمال أو التوسيع (البناء على أساس من المعلومات المعطاة لتكملة من نواحيه المختلفة حتى يصير أكثر تفصيلا أو العمل على امتداده في اتجاهات جديدة، إن الإبداع كلمة محبوبة إلى معظم الناس، ويؤمنون إيماناً كاملًا بأهميتها، بيد أن معظمهم لا يستطيع أن يشخص المشكلة الرئيسية من سمات المشكلة أو المواصفات الجانبية التابعة لها، 3 -محدودية الخبرة: إن محدودية خبرة المرء تجعله لا يري المشكلة إلا من زاوية واحدة، لذا قد يخطئ المرء في تقديراته. 4 -عدم استعمال الحواس "الخمس" بالطريقة السليمة: إن تعود المرء على السرعة في أمره لا تمنحه الوقت للتجريب واستخدام كافة الحواس الخمس لحل مشكلاته، 5- التدريس التقليدي في مدارسنا والذي يتمثل في بعض جوانبه الطلب من الطلاب وبإصرار أن يجلسوا ملتزمين في مقاعدهم،