هناك عناصر كثيرة تشترك في تكوين العمل الأدبي؛ فنحن أولاً نجد بطبيعة الحال العناصر التي تقدمها الحياة ذاتها، سواء أكان قصيدة أم مقالة أم مسرحية أم قصة. ثم هناك العناصر التي يضيفها المؤلف في عملية نقله هذه المادة الأولية إلى هذه الصورة أو تلك من صور الفن الأدبي. وهذه العناصر يمكن أن تقسم تقسيماً تقريباً إلى أربعة أقسام: أولاً: هناك العنصر العقلي، والتي يعبر عنها في عمله الفني.ثانياً: هناك العنصر العاطفي، وهو الشعور(كائناً ما كان نوعه) الذي يثيره الموضوع في نفسه، والذي يود هو بدوره أن يثيره فينا.ثالثاً: هناك عناصر الخيال، وهو في الحقيقة القدرة على التأمل القوي العميق. وبعمله سرعان ما ينقل إلينا الكاتب قدرة مماثلة على التأمل. وهذه العناصر تجتمع لتقدم للأدب المادة والحياة. ولكن مهما تبلغ المواد التي قدمتها التجربة من الغنى، ومهما يبلغ فكر الكاتب وشعوره وخياله من الجدة، فإن عنصراً آخر يلزم الكاتب عند الاهتمام بهذه العناصر قبل أن يتمكن من إتمام عمله؛ فهذه المادة يجب تشكل وتهذب وفق مبادئ النظام والتناسب والجمال والتأثير.