الجغرافيا بمفهومها الحديث هي (العلم الذي يدرس البيئة والانسان من حيث إن كلا منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به)، وندرك من هذا التعريف ان الجغرافيا تجمع بطبيعتها وشكلها وموضوعها يبن مركب العلوم التي تدرس البيئة، تتمثل في أنها إنما تدرس التفاعل والتأثير المتبادل بين ضوابط البيئة الطبيعية والعوامل البشرية، فلعلم الجغرافيا جانبان: جانب طبيعي، ومدى التأثير المتبادل بينها وبين بيئاتها الطبيعية، ومظاهر النشاط البشري وتأثره وتأثيره في البيئات الطبيعية (جغرافيا اقتصادية: جغرافية الزراعة، جغرافية النقل والمواصلات، كما تدرس التركيب السياسي للدول كظاهرة سياسية جغرافية تمثل مساحات من سطح الأرض لها مواقعها وحدودها ومقوماتها الطبيعية والحضارية، وقد أخذتُ بهذا المنهج الثلاثي للجغرافيا منذ ستينيات القرن العشرين وطبقته في أول مؤلف لي في الجغرافيا الاقليمية (جغرافية أوروبا الاقليمية)، فلقد رأيت في ثلاثية الجغرافيا (طبيعية، اقتصادية) منهاجاً متوازناً للدراسة الجغرافية الاقليمية للقارات،