أجبته : بل أنا أعجب كيف تتحمل كل هذا البلاء دون تمارين رياضية؟ بينما كنت أرى المواقف تجسد أرواحهم في صورة شاب مفتول العضلات ولم يكن ذلك إلا لأنهم أدركوا السر الذي انطوت عليه : (ثلاثية الصمود). يظهر الترابط الوثيق بين القلب والجسد في دعائه : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل، كما تتجلى ثلاثية الصمود في قوله تعالى: ﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ﴾ [آل عمران : ١٤٦] فالوهن هو خور القلب، هذا التصور لحقيقة الابتلاء وقصر زمانه يُعَدُّ كنزاً من كنوز الدنيا، وكلما زاد رسوخاً استقبل البلاء بنفس راضية وقلب مطمئن وكلما غفلت عن هذا المعنى تضعضعت نفسي للابتلاء، ودلائل صدق حكمه وخبره الذي استطاع إنقاذ العربي البدوي من درك التخلف إلى ذروة الحضارة في أمد زمني قصير مذهل تعجز عن مثله كل الأفكار الأرضية التي رفضت وحي السماء، تتوالى الأدلة على صدق الوحي حتى تصبح حقيقة يراها بعين قلبه ليس بينه وبينها إلا حجاب رقيق يشف ما وراءه من صح إيمانه سيراها ، وكل من بذل وضحى تلقته الحسان بصدر طهور سيوقن بوعد الله بالنصر سينتظر طارق البشرى كل لحظة ينادي بصوت يملأ الكون : لقد كسر القيد)،