فى المسرحية الاغريقية القديمة "أنتيجونى" شخصية المرأة كأنت بارزة وتتعامل مع الأوضاع السياسية وكانت تلك المسرحية من أوائل الأعمال التى تتناقش وتشبه المرأة كعضو له دور فى المجتمع بالرغم من وجودها فى العصر الاغريقى. الحدث الرئيسي فى القصة يدور حول أنتيجونى التى قررت أن تدافع عن أخيها وعن قوانين الطبيعة التى اخترقها كريون بترك جثة أخيها فى العراء فقط بسبب وضع أخيها السياسى وكراهية الحاكم له, ولكن أهناك فائدة لكلمة "فقط"؟ أنتيجونى لم تكن مجرد امرأة, بل كانت من أوائل الثوارعلى الأوضاع والأحكام الظالمة, وكانت انسانة لها مبادىء قوية فدافعت عنها بكل ما استطاعت حتى واجهت الموت. فكلمة "فقط" لاتكفى لوصف امراة كتلك, خاصة بأنها فى عصر لا يعترف بالمرأة كانسان ولم يحتسب لها الديموقراطية حتى أنه يقال عند موت الرجل فى اليونان, تقتل امرأته معه ولم يكن لها الحق فى العيش. الكاتب أراد إيصال فكرة أن "المرأة جزءٌ من المجتمع" من خلال الشخصية، كما أنها عاملٌ أساسيٌ لوجوده ويمكنها هى أيضاً الدفاع عن الحق. دليل آ على شخصية أنتيجونى القوية كان حوارها واختيار الكاتب لبعض كلماتها ونبراتها. مثل: "فلماذا تتأكأ؟ أننى لن أتقبل كلمةً واحدةً من كلامك وليتنى لا أتقبلها أبدًا" و "أنكم جميعاً قد تقولون الرأى نفسه لو لم يغلق الخوف أفواهكم. ص 118. تلك الجملة رسمت لنا من سماتها الثبات على الرأى والشجاعة. كانت فى تلك الجملة تتحدث مع كريون فقولها لتلك الكلمات أمامه يثبت أنها لم تغير من أرائها أمامه أو ثبتت على وضعها وصممت على كونه طاغيةً مما يوضح لنا سمة الشجاعة أيضاً. بدليل قول الكورس، وتم ذكر إن هيامون يدافع عنها "كريون: ألا تعتقد أن تلك الفتاة مصابة بهذا الداء؟ هايمون: إن سكان المدينة جميعاً لا يعتقدون هذا. "- صفحة 144 لو لاحظنا، داخل أنتيجونى صراعاً نفسي او معرض الحسن بالتغاير ظهر في أفعالها. من ناحية هى المرأة المجازفة التي تتحدت مع الحاكم والتي غيرت من صورة المرأة. أيضاً علاقتها بهايمون، ابن كريون، انتيجوني). ولا تتخيل أنها سوف تموت بالقرب منى فلن ترى وجهي ثانيةً أبدا"-(ص 148، انتيجوني). قد يعتقد البعض أن الكاتب جعل هايمون يقول ذلك من أجل أن ديافع عن الحق فقط ليس من أجل ما يشعر به تجاهها ولكن تلك الكلمات تتحدث عن أنتيجونى هى بالذات وأيضاً باقي الحوارات فى تلك الصفحة يتحدث فيها هايمون عن استبداد أبيه، ابدع الكاتب في الجانب الفنى لإبراز شخصية المرأة القوية من خلال أنتيجونى. وقد وظف أداة المطابقة خصيصاً لذلك السبب. هناك احتمالية لوجود طباقين بين أنتيجونى وشخصيتين أخرتين فى الرواية وكل طباق منهما له غرض و مترابط بالاخر. ولكننى بطبيعتى لا استطيع أن أعارض سلطة الدولة. " -( ص 78 ، انتيجوني) وبكل وضوح أنتيجونى لا تتفق مع رأيها وقررت أن كونها مرأة لا يعيقها عن محاربة رجل من أجل الحق وقررت أن تدافع عن موقفها كذلك. و يجاوب ذلك سؤال المقالة، ان الكاتب ابرز شخصية انتيجوني القوية بوضع شخصية شقيقتها اسميني بجانبها و الفرق واضح. أما عن الطباق الثاني فهو بين أنتيجونى وكريون. الكاتب لم يستعمل فقط عنصر الشخصية فى ذلك الطباق، فى الجانب الخارجى كريون مما أوحى لنا الكاتب ملك، أى هو ليس صغيراً في السن أو حتى كبير. أما عن أنتيجونى فلقبت ب "الفتاة" فى القصة، فهى مطابقة لكريون من ناحية السن وهى ترمز للشباب المتحرر وكريون الحاكم. وبالطبع, كريون رجل أما أنتيجومي فهى امرأة. هذا طباق بين كلى الجنسين ليوضح الصراع بين الرجل والمرأة القوية. وبالطبع هناك طباق فى الشخصية كما ذكرنا أنه مستبد، غير متمسك بمبدأ ويرمز للحكم الظالم وأنتيجونى كما ذكرنا ترمز للحرية والحق إلخ. هنا يوضح أن الغرض من الطباق بين كلا الشخصيتين غرضه توضيح فكرة أكبر من المرأة القوية, وهى المغزى للرواية بأكملها: الدفاع عن الحق أمام الظلم خاصةً فى النطاق السياسي. ظهر رمز اخر عندما اختار كريون اعدام أنتيجونى من خلال تركها فى كهف وراء صخرة، يشبه اخفاء الحقيقة عن الشعب، فلا يمكن قتل الحقيقة التي ترمز لها انتيجونى، ولكن يمكن اخفاؤها حتى تنسى مثلاً ما حدث مع البطلة و ظلم كريون يتمثل في الصخرة. جعل انتيجونى رمز للحقيقة أيضا شيء ابرز شخصيتة المرأة القوية. في الجانب الفني رسم الكاتب الشخصيات لكي تبرز شخصية المرأة القوية في انتيجوني، فلتحبيهم هناك أن كأن من الضرورى أن تحبى احداً, تلك الجملة توضح أن كريون, شخصٌ جبانٌ, فخوفه منها بسبب أن لديها قدراً هائلاً من الجرائة كامرأة أو يمكنها ارتكاب أشياء أخطر من هذا فكانت تمثل تهديداً لعرشه وقد تكون عاملاً آخراً لتحرر الناس وتتسبب في انقلاب ضده وتضع صوتاً للمرأة. وبدلاً من حل المشكلة, أدى طبعه الظالم الى أن يقتل حياةً بريئةً أخرى. ولهذا السبب هى شخصية قوية. مما جعل كريون يخاف منها. ولكن إن أردنا أخذ الموضوع خاصةً كخوفه منها كمرأة فتلك جملة تثير الجدل : "إننى لا أكون رجلاً ، " – (انتيجونى، صفحة 116 ) تلك جملة أشد إثباتاً للفكرة. فتلك العبارة تثبت أن كريون لا يريد أن ينزع أحدٌ منه القوة التى يملكها وخاصةً إذا كان هذا الشخص امرأة. فهو يرمز للرجل ولا يريد للرجل أن يخضع للمرأة التى ترمز لها أنتيجونى.