وقد سبق أن هذه الشبهة دخلت على من ذهب هذا المذهب بسبب نظره إلى أسانيد فلما رآها آحادا قال ما قال، وهذه غفلـة عظيمة أدت إلىقول وخيم العاقبة وخطير الأثر في ما يتعلق بثبوت النص القرآني، فقد غفل هؤلاء عـن أنما ذكر من أسانيد إنما هو غيض من فيض وقل مـن كـثر.كمال الدين بن الزملكاني(۱) رحمه الله: « انحصار الأسانيد في طائفة لا يمنع مجيء القـرآن فلقد كان يتلقاه أهل كل بلد بقراءة إمامهم، الجم الغفير عن مثلهم، فالتواتر حاصل لهم، ولكن الأئمة الذين قصدوا ضبط الحروف وحفظـوا شيوخهم جاء السند من جهتهم، وهذه كالأخبار الواردة في حجة الوداع،تزل حجـة الـوداع منقولـة عمـن يحصـل بـهـم التواتـر عـن مثلهـم في كل عصـر فـهـذه لبطلانه ومخالفته لما وقع فعلاً،يترتب عليه من الطعن في ثبوت القرآن وقراءاته، والقرآن لا يقرأ إلا بقراءة من قراءاته،لما يترتب عليه من نسبة إهمـال حفظ القرآن إلى هذه الأمة. وقـد عصمت الأمـة مـنالقول الثاني: القراءات العشر فيها المتواتر وغيرهوهو قول أبي شامة المقدسي،أما أبو شامة فيذهب إلى تواتر ما اتفقت عليه الطرق دون ما اختلف فيه الـرواة . فإن بعض ذلك ليس بمتواتر عنده، وقد قرر ذلك في المرشد الوجيز بشكل واضحفقال: «وقد شـاع على ألسنة جماعـة مـن المقرئين المتأخرين وغيرهم من المقلديـن أن