ذكرنا سابقاً كيف أن عمر عندما ولي المدينة كان لا يقطع أمراً إلا بمشورتهم، وكذلك بعد توليته الخلافة لم يكتف بذلك، وإنما أخذ يشرك معه العلماء في تولي هذه المسؤولية فأقر من كان منهم واليا أيام سليمان بن عبد الملك، مثل أبي بكر بن محمد ابن حزم (٤) ، ثم أخذ يولي من العلماء كلاً في العمل الذي يناسبه، سواء الولاية أو القضاء أو الخراج وبيت المال، فقد ولى على الكوفة عبد الحميد ابن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وجعل أبا الزناد كاتباً على الخراج والغزو، وجعل على القضاء عامر الشعبي، وولى الحسن البصري على قضاء البصرة، وولى إسماعيل بن أبي المهاجر إفريقية وولى على خراج الجزيرة ميمون بن مهران (٥) ، إضافة إلى رجاء بن حيوة الذي كان