ويرجع السبب في تفوق المغول إلى سرعتهم وقدرتهم على شن هجمات خاطفة فضلا عن تطور فنون القتال والأسلحة، كانت الأحوال ما تزال تتدهور في الخلافة العباسية . ومرة أخرى أرسل الخليفة يستنجد بالأيوبيين وكان المغول قد هاجموا بغداد للمرة الأولى عام ٦٣٥هـ، وفي عام ٦٤٩هـ / ١٢٥١م اجتمع مجلس رؤساء التتار، وانتخبوا منكو خان بن تولای بن جنكيز خان ليكون الخان الأعظم، وتدمير الخلافة العباسية في بغداد. وتولى هولاكو قيادة الحملة الثانية وسار بنفسه حتى وصل إلى ديار بكر وميافارقين حيث ارتكب المغول مذابح مروعة راح ضحيتها آلاف السكان، وفي عام ٦٥٤هـ دخل هولاكو بقواته إلى أراضي فارس حيث قضى على قلاع الشيعة الإسماعيلية وأخذ يمهد للقضاء على الخلافة العباسية . وفي السنة التالية ٦٥٥هـ قصد هولاكو بغداد، وبعد التسليم بعشرة أيام قتل الخليفة وآل بيته وقتل الناس ببغداد، وتمزقوا في الأقطار وخرب التتار الجوامع والمساجد والمشاهد. واستمروا على ذلك أربعين يوما. ثم صارت بغداد اطلالا تشهد على عنف المغول الذين أحرقوا مباني بغداد الجميلة ودمروا مكتبتها العامرة، وكانت تلك هي المرة الأولى التي تقع فيها عاصمة الخلافة أسيرة لغير المسلمين.