وإنما هو يعبد ويحب في خلقه. إلى معاملة الناس. فإن الله تعالى غني عن عبادة العباد، وإنما إخواننا في المجتمع هم الذين يحتاجون عبادتنا. فإذا كانت العبادة مثمرة، فإن ثمرتها تظهر في حسن المعاملة، فإذا كانت غير مثمرة فإن ذلك يظهر في سوء المعاملة. والعبادة مشمولة، ومعاملة للخلق في المعايشة. وأدب المعاملة، نحن نعامل الله في خلقه، مراعين لجانبه. أنفعهم لعياله). فالصلاة الوسطى، حضرة الإحرام، للدخول في الصلاة، وهذه حضرة عبادة. وحضرة السلام وهي تبدأ بقولك: (السلام عليكم) للخروج من حضرة الإحرام، وهذه حضرة معاملة. والقاعدة في المعاملة هي أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، وفي ذلك يقول المعصوم: (لا يؤمن أحدكم، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). وخلاصة المعاملة السلام، تقع في ثلاثة مستويات. ومعاملة في مستوى الحقيقة. وأدنى أدب المعاملة في الشريعة، كف الأذى عن الناس (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده). والفعل. أما كف الأذى في مستوى الخاطر، فهو يقع في أدب المعاملة في الطريقة. ففي مستوى الشريعة أذى الخواطر مسموح به، أو يفعلوا). وعرضه، تقع في مستوى أدب المعاملة في الشريعة. ففي مستوى الطريقة، المحاسبة تكون على الخواطر (وإن تبدو ما في أنفسكم، وهي أدخل في أدب الطريقة، فأجره على الله). فـ(جزاء سيئة سيئة مثلها) هذه منطقة شريعة. وهي منطقة طريقة. أما مستوى أدب الحقيقة في المعاملة، فأدب المعاملة في الحقيقة، يقوم على توصيل الخير للناس. ووسيلة إليها، وتتم سياستها، وحيله، المعينة على تحقيق أدب المعاملة عديدة. وفضول الكلام. فالسالك يحاول دائما أن يكتفي بالضروري من هذه الثلاث. والتواضع. ومن أكبر الوسائل المعينة على الأدب، وعيوب عمله. فهو لا ينصرف عن عيوبه إلى عيوب الآخرين، ومن أساليب الأدب، أو في أىّ وقت آخر. ومن وسائل أدب المعاملة أيضا، وأن يؤخر اعتبارات نفسه، ويقدم الآخرين ويراعي اعتباراتهم، ولا يجعله وسيلة لغيره. من العارفين، والسالكين، العارفين المأذونين، ولذلك كان الصوفية يشترطون في الطريق المكاففة، وعلى المعايشة، ولهذه الاعتبارات ورد عن ابن عطاء الله، قوله، المفلحين. فالصحبة بلا أدب لا قيمة لها، بل يتأتى من سوء الأدب في الصحبة، والتسليم، وقد قيل إنه مع العالم، فإنها مسموعة. فحيثما كنت، وإنما هي معية عقول، قد تقود إلى الغفلة، عند السالك، قد تجعله معاملة العارف، فيتوقف أو يبطؤ، نموه الروحي. وجملة صور أدب الصحبة مع العارف، ومراعاة أدب الزيارة. المرشد. ونموذج أدب الصحبة، هو ما جسده أبو بكر الصديق رضي الله عنه في أدبه مع النبي. فقد كان أبو بكر، شديد الحضور مع النبي، شديد الحرص على تفدية النبي بنفسه، فكان دائما يضع نفسه في الموضع الذي يتوقع منه الخطر، وقد قال عنه النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (أأمنكم عليّ في الصحبة أبو بكـر). والاهتمام بهم، وبأمر تسليكهم. وحرصه الشديد على محبتهم، ولين الجانب لهم، والنصيحة المخلصة لهم. وعلى السالك دائما أن يؤخر نفسه ويقدم غيره، هي: الطاعة بفكر، وهي قاعدة يحتاج تطبيقها إلى الكثير من الوعي، وبذلك يتم التأدب، وهذه القاعدة تجعل الطاعة للآخرين، وهي في الحقيقة، عمل في التزام الحق. أو قل هي معصية للفرد، وما لهذا حرمة، ولا له طاعة. فالمقصود في السلوك أصلا الطاعة، واسع المعرفة، وحكيما، شديد المقدرة على توصيل الخير إليهم، هو الميدان العملي، لتحقيق جميع صور الأدب، وتحقيق جميع قيم الدين. فلا دين بلا ترشيد ولا رشد مع غياب الأدب. المعينة على الأدب، عديدة، أن نعطي صورة لبعض الوسائل الأساسية. ولكن بالعمل والممارسة، فهي عديدة لا تحصى. والجلوس. الخ. وللتحلي بالأدب في جميع هذه المجالات،