سادساً: مفهوم التغيير: أطلق هذا المفهوم فى سياق عملية التنمية والتحديث لمجتمعات أوروبا الشرقية، وهو ما يتسق مع مضامين ودلالات حقيقة التنمية والتحديث، بمعنى أن المقصد الأعلي لهذه النظريات تحقيق النمط الحضاري الغربي وسيادته على جميع دول العالم، وتحويلها إلي هامش الحضارة الأوروبية، بما يضمن حالة “التبعية” لهذا المركز، بما يجرد هذه المجتمعات من تحقيق التطور الحقيقي أو طرح نموذج حضاري مغاير قد يكون أكثر جدوي ونجاحًا بصورة متكاملة. فأصبح مفهوم التغيير مرادفاً لمفهوم التحديث، وأن عليه أن يسلك نفس الطرق نحو نفس الهدف. وهذا لا يثمر علماً ولا يفضي إلي معرفة، سابعاً: مفهوم الأزمة: أى المرحلة التى تمر بها المجتمعات غير الاوروبية خلال انتقالها إلى الحداثة، حيث تفرز عدد من المشكلات والأزمات التى تستوجب تحقيق التنمية السياسية للتغب عليها، وحدد “الموند” هذه الأزمات التى تظهر فى المتجمعات التى تنتقل من التقليدية إلى الحداثة: * الانتقال من الريف إلى المدنية * الانتقال من الولاء القبلى والأسري إلى الولاء للدولة * أزمة بناء الدولة الحديثة * أزمة المشاركة السياسية * أزمة التوزيع * أزمة بناء الاقتصاد . تعبر عن حالة طارئة يتعرض لها المجتمع خلال سعيه للتحديث ويجب عليه أن يتجاوزها، متكاملا داخلياً، ويحقق التوزيع العادل، وتتم الممارسة السياسية فيه علي أساس المشاركة الجماهيرية السليمة. وتعتبر نظريات التنمية السياسية أن تجاوز هذه الأزمات يعد مؤشراً علي تحقيق التنمية، بينما تظهر هذه بعض الأزمات فى دول متقدمة، كما أن هناك دول غير أوروبية لا تظهر فيها هذه الأأمات بينما لا تعد دول حديثة.