أحوال أوربا فيما بين الحربين العالميتين قيام الأنظمة الديكتاتورية في أوربا يبدو أن الرأى العام الأوربي قد تشكك في قيمة النظام الديمقراطي البرلماني الذي كان النظام المثالي لأوربا في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فإنتشار هذا النظام لم يمنع من وقوع حرب مدمرة أضرت بموارد أوربا الإقتصادية وجعلتها تضطر إلى الاقتراب من الولايات المتحدة، بحيث يمكن القول أن بداية القرن العشرين إعتبر عصر تفوق الولايات المتحدة على غرب أوربا. ثم إن كثيرا من الدول الديمقراطية خرجت عن تقاليدها الأساسية بسبب الحرب ولجأت إلى تولى سلطات استثنائية، ومارست الرقابة والدعاية القومية، فهيئات الرأى العام لتقبل الحكم المطلق. ويخطئ كثير من كتاب القرنين ، ۲۰ حينما يضيفون النظام الشيوعي إلى هاتين الحركتين الفاشستية والنازية فيجمعون النظم الثلاثة تحت وصف واحد هو الدولة الشمولية والدكتاتورية ، ومعنى شمولية أن الدول تشمل بسيطرتها حياة الفرد في مختلف المجالات الإقتصادية والاجتماعية والتعليمية والسياسية. فالشيوعية تضحى بالفرد من أجل المجموعة أو الطبقة العاملة . ففى العهد الرأسمالي كانت البرجوازية تتخذ منها أداة لكتب الطبقة الكادحة. فإذا تولت هذه الطبقة السلطة فلابد أن تكون سيطرتها شاملة لأن البورجوازية قوية ولو تركت العرقلت أعمال الدولة. لما موسوليني فيرى بأن مصالح الأفراد يتعارض بعضها مع بعض،