على نحو مواز للصداقة التي جمعت بين الإمام محمد عبده (١٨٤٩) - (۱۹۰۵)، مطرب البلاط المصري، سلك هذان المحددان مسلكا متشابها في ما قاما به من استصلاح: الأول في مضمار كل من الفقه والفكر الإسلامي، والثاني في ميدان الموسيقى المصرية واستطرادا الموسيقى الفصحى العربية المشرقية. فكلاهما سارا في خط الدينامية الأولى التي حركت النهضة الحديثة، لقد هال الإمام محمد عبده أن أعدادا متزايدة، يقتبسون - في تسرع - نمط المعيشة والتفكير الغربي، من دون الإطلاع على بواطنه ونتائجه ولكن كان أوغست كونت Auguste Comte يرى في علمانية عصر التنوير (القرن الثامن عشر تطرفا تسبب به تطرف التجهيل الديني، ما لم يقترن بمعرفة عميقة بمقومات تلك القوة وبين الموسيقى الأوروبية المتوهجة، النخبة الوليدة وتفكيرها. في مقابل البلاطات العثمانية والأوروبية، فأوكل الخديوي إسماعيل إلى المطرب العبقري عبده الحامولي القيام بهذه