يسير بحثنا على درب متعرج تتقاطع فيه الخطوط والألوان مع أعمق زوايا النفس المتعرضة لصفعه الحياة أي الصدمة النفسية التي تترك أثرا عميقا في نفسية الأطفال والتي قد لا تندثر إلّا عبر الورق وقتما يصبح القلم شريكا في الكلام واللون صدى للمكبوتات. الذي سيساعدنا على الغوص في جهاز الطفل النفسي والكشف عن آلامه ومشاعره الحزينة والتي قد تتحول من جراح صامتة إلى أصوات فنيّة ناطقة، يقدّم العون لفهم أعماق الطفل وتعزيز إحصائية علاجه النفسي في مرحلة موالية. هنا حيث يأتي بحثنا الحالي لتوجيه الانتباه الى دراسة آثار الصدمة النفسية على الأطفال الذين عايشوا أحداثا قاسية من خلال تحليل التعبيرات الفنية سيميائيا واستخدام برنامج علاجيّ قائم على العلاج بالرسم، بل يعمل على تحويله في بعض الأحيان إلى طاقة إبداعية، يمكن لنا من تطوي المحنة إلى منحة من خلال تطوير الحسّ الفني ومساعدتهم على إعادة بناء الذات. تمكن رواد النفس والباحثين من تطوير أدوات قياسه وإنشاء برامج تدريبية وتحفيزية له في بعض المؤسسات، لذا فإنّ إدراج التحليل السيميائي في تكوين المعلمين يجعل منهم أكثر كفاءة على قراءة الدلالات النفسية في الرسومات فيتحول دورهم بذلك من مجرد ناقلين للمعلومات الى مربين باستطاعتهم الإنصات إلى الجروح الصامتة لتلاميذهم.