كيف يفهم علم الاجتماع طوفان الاقصى يمكن القول إن عدة عوامل أساسية دفعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى إطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وهو ما يمكن فهمه عندما نرى علماء الاجتماع السياسي يتحدّثون إن النشطاء، لا يكفّون عن سعيهم إلى تعبئة الجمهور المحيط بهم والمتفق مع هويتهم، وتقوم هذه التعبئة ليس على حساب الفرص الممكنة، بل وفقاً لتقدير التهديدات والمخاطر الجمعية التي تحيط بهم وبقومهم. قبل شهر من انطلاق عملية طوفان الأقصى، ويمثل خطراً جمعياً داهماً لا ينتظر. زادت خطط الاستيطان والعطاءات الاستثمارية لتشييد وحدات سكنية كثيراً في العام 2022 عنها في العام 2021، وبما يمثّل زيادة قدرها 30% عن العام السابق. الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعانيها سكّان قطاع غزة غاية في السوء؛ حيث يعتمد 80% منهم على المساعدات الدولية وإذا كان الخطر الاستيطاني المتسارع والداهم من أبرز دوافع عملية طوفان الأقصى؛ فإن قضيتي القدس والمسجد الأقصى تشغلان مكانة رئيسية ورمزية عند المقاومة الفلسطينية على طول تاريخ مقاومتها وامتداده، واللذان يمثلان نقاط المواجهة الرئيسية مع الاحتلال الرئيسي منذ العام 1967، وكانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) قد اشتعلت في سبتمبر/ أيلول من العام 2000 عقب فشل مفاوضات كامب ديفيد، والتي جمعت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والرئيس الأميركي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك؛ وما زالت إسرائيل تحرص على اطراد عملية الاستيطان في القدس الشرقية تحديداً، فقد بلغت جملة تلك الوحدات الاستيطانية 22. 427 وحدة فقط في الضفة الغربية للعام 2022، وهو ما كان واضحاً في تصريح القائِد العام لكتائب عز الدين القسّام، في معرض حيثيات عملية طوفان الأقصى ودوافعها أن العملية كانت ردًّا على "الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المَسْجِدِ الأقصى المُبَارك واعتداء المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القُدس والضّفّة والدّاخل المُحتَل"، فوفقاً للوكالة اليهودية فإن 70000 مهاجر من 95 دولة قد هاجروا إلى فلسطين المحتلة في العام 2022 فقط، وهو العدد الأضخم خلال الـ23 عاماً الماضية، هذا في الوقت الذي يُمنع فيه فلسطينيو الشتات من مجرّد زيارة بلادهم، ويُمنع فلسطينيو قطاع غزّة من الانتقال إلى أي مكان، ووفقاً لتقرير صادر عن مجلس العلاقات الدولية فلسطين، فإن الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعانيها سكّان القطاع غاية في السوء؛ في وقتٍ تجاوزت فيه معدّلات الفقر حاجز الـ 64% علاوة على ظهور أجيال شابّة تعاني أمراضاً واضطرابات نفسية نتيجة الحصار، وغلق القطاع وعزله عن العالم بدون أمل أو أفق. يقوم على خطر المظالم الجمعية، والتي يتجاهلها الاحتلال والمجتمع الدولي، طرحت الحرب الروسية الأوكرانية تصوّراً جديداً لاستخدام الأسلحة التكنولوجية ويمكن القول إن تضافر هذه العوامل وَافَقَ ظروفاً دولية ملائمة، وفّرت تقنيات غير تقليدية للتسليح، الأمر الذي دفع بشدة إلى امتلاك زمام المبادرة للمرّة الأولى؛ مكّنتها من امتلاك أسلحةٍ نوعية، بل وما يقارب نصف دبابات نوعية كانت تستخدم في القتال. ووفقاً للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، طرحت الحرب الروسية الأوكرانية تصوراً جديداً لاستخدام الأسلحة التكنولوجية، ويقوم بشكل أساسي على الابتكار، والدور الهائل للشركات التقنية الخاصة في تقديم تلك التقنيات. لم يحدث من قبل نشر هذا العدد الكبير من الطائرات بدون طيّار في مواجهة عسكرية، حيث اعتبرت تلك الحرب الأولى من نوعها التي يُستخدم فيها هذا الكم من المُسيّرات، طالما التهديد الصهيوني يتنامى ويتزايد بلا توقّف ويمكن القول إن الحرب التقنية الروسية الأوكرانية كانت ملهمةً لحركة حماس، وقد قال صالح العاروري قبل عملية طوفان الأقصى "حرب أوكرانيا غيّرت في المعادلات، يكشف التحليل السوسيو سياسي لعملية طوفان الأقصى، فقد نجح المقاومون في تعبئة قطاعات اجتماعية واسعة، طالما التهديد الصهيوني يتنامى ويتزايد بلا توقّف،