ابن خلدون لم يكن يدرك مفهوم تداول السلطة في عهده، لكنه أعطى تفسيرا لحقائق تدعونا للإيمان بأن تداول السلطة هو الحتمية التاريخية للراحة الإنسانية وهو الأساس الذي يستطيع مساعدة البلاد على التقدم دوما. وهذه الأسباب التي نفهمها من مقدمة ابن خلدون لأن الحاكم وبعد أن تستقر له الأمور يفقد طابعه الحماسي للرعية من حوله، مما يسبب الوهن في الدولة فيظهر الفساد هنا أو هناك مع تقدم الزمن. لأن استمرار نفس الحاكم لفترة طويلة يزيد من الفجوة بين الفقراء والأغنياء بسبب زيادة الإسراف الترفي لدى الفئة الحاكمة، وهو ما سيؤثر على كل قطاعات البلد بما فيها الجيش الذي تتراجع معداته وأعداده بسبب هذا. إن استمرار نفس الحاكم يخلق أجيال ساكنة غير مندفعة للعمل، وهذا يؤدي إلى تراجع الإنتاج والإبداع مع الزمن وهو ربما يجعلنا نفهم تراجع الاتحاد السوفييتي في السباق مع الولايات المتحدة لاستمرار نفس العقلية في الحكم طوال السنوات