كل هؤلاء كانوا يرسلون التقارير الإدارية والعسكرية والعلمية، مجموعة من الإشكاليات وإنتاج مؤلفات فكرية وعلمية. ظهرت التطورية بداية في حقل العلوم الطبيعية من خلال نظرية عالم الأحياء الفرنسي جان باتيست دو لا مارك jean baptiste de lamarck 4181-4411 ( الذي يعد أول من استعمل كلمة "بيولوجيا"، الانتخاب الطبيعي القائم على فكرة البقاء للأصلح والأقوى والأكثر قدرة على التكيف، من أهم الأفكار التي جاءت بها المدرسة التطورية ما يلي: )4 اختلاف المجتمعات حسب درجة تطورها؛ )8 التغير هو قاعدة كونية في المجتمعات؛ متبعة في ذلك خطا أحاديا unilinéaire وتعاقبيا لتاريخ البشرية. ويكمن الفرق بينها في درجة وسرعة هذا التطور؛ حين أن الشعوب البدائية تمثل المستويات البسيطة منه، )5 تعتقد النظرية التطورية في "وحدة نفسية" للإنسانية، )6 إذا كانت الشعوب المتحضرة تتحدر من الشعوب البدائية، القرن الواحد والعشرين وتأخذ أشكالا جديدة ومختلفة؛  مرحلة التوحش )ساد فيها نمط القطف والقنص(؛ وتتناسب مع مرحلة الفلاحة والرعي؛ مع ظهور التجارة والصناعة والعلم. من التطورين الرواد الذين فتحوا باب الأبحاث في هذه النظرية، فرأى باخوفن بالتطور من نظام الشيوعية الجنسية أو المشاعية الجنسية la promiscuité إلى النظام الأميسي ثم إلى النظام الأبيسي. )1818- إساهمات هنري لويس مورغان ) 1881 Henry Lewis Morgan يعتبر مورغان من المؤسسين الفعليين للنظرية التطورية وهناك من يعتبره المؤسس الفعلي للأنثروبولوجيا الأمريكية، اعتبار أنه من الأوائل الذين قاموا بأبحاث أنثروبولوجية ميدانية بين قبائل الهنود الحمر، التي اشترك معه في اعتماد التحليل المادي في نظرية التطور. والتنظيم السياسي كمدخل لدراسة التطور الاجتماعي لدى هذه الشعوب. بعيدا عن الأحكام السلبية المسبقة. لاحظ أن تراثها الثقافي والاجتماعي مهدد بالاندثار نتيجة توسع الحضارة الغربية بأمريكا. عند تقسيم مورغان لتاريخ البشرية إلى ثلاث مراحل تطورية )التوحش والبربرية والقرابة(، أخرى بكل من اختراع الوسائل الضرورية للعيش أو ما يسميه بتقنيات وفنون المعاش من جهة أولى، جهة ثانية )مثل تطور فكرة العائلة وفكرة الحكومة وفكرة الملكية(. إن هذا الربط المادي بين مستوى تطور المجتمع ووسائل الإنتاج سيستغله فريديريك أنجلز في كتابه "أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة" لتقديم قراءة مادية لتاريخ الإنسانية بمنظور ماركسي، والتي عزز بها نظريته حول الشيوعية. )1111- إسهامات إدوارد بورنيت تايلور ) 1881 Edward Burnett Tylo اعتقد تايلور أيضا بفرضية وحدة النفس البشرية التي عرفت بها النظرية التطورية، الالتزام الشامل والإنساني بقيمة المساواة بين الأعراق البشرية وضرورة تبني مبدأ النسبية في التحليل لمقاومة النزعة المركزية الأوربية وما أسفرت عنه من عنصرية. تبين له ذلك من خلال تجاربه في المكسيك عبر وقوفه على ظواهر الاحتكاك الثقافي ومحاكاة الشعوب لبعضها البعض، جعله يعتقد بإمكانية أن يكون التطور قد تم بناء على مساهمات خارجية وأنه كان أشد تنوعا مما يظن الآخرون. ظهرت مع تايلور فكرة "البقايا الحية" التي وظفت كثيرا لدى التطوريين لاحقا، القديمة وبقيت في تلك المجتمعات المصنفة كبدائية. لعل أكثر ما اشتهر به تايلور هو تعريفه لمفهوم الثقافة، طارحا بذلك كونية وتطورية الظاهرة الدينية. فهي غارقة في طبيعة تحركها قوى وكائنات ميتافيزيقية يجب التوافق معها. أرواح تحرك elle anime وتسكن في الكائنات البشرية والحيوانية والنباتية والجمادات والفضاءات، مما يتطلب القيام بطقوس تعبدية un culte من أجلها . )1111- إسهام جيمس جورج فرازر ) 1881 james georges frazer اشتهر فرازر بكتابه "الغصن الذهبي" le rameau d’or الذي اتخذ شكل رواية نشرت في إثنا عشر جزءا، قدم فرازر في هذا الكتاب الموسوعي جردا عالميا للأساطير والطقوس وما يتعلق بالظواهر الدينية، من خلال قراءاته أو من خلال المعطيات التي يرسلها مختلف الإخباريين عبر العالم. وهي التي طبعت بداية تاريخ البشرية، وهي تعبر عن يأس الإنسان من الهيمنة على الطبيعة ووضع مصيره بين يدي الآلهة؛ اعتبرتا شرحا وهميا للعالم،