أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر المَقْدِسِيّ المعروف باسم محمد بن أحمد شمس الدين المقدسي أو المقدسي اختصاراً، هو رحّآلة مسلم ولد في القدس سنة 336هـ 947م، وصنف كتابَ اسماه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" وقد أكسبه شهرةً كبيرةً. رأى أن المملكة الإسلامية في القرن الرابع الهجري لم توصف وصفا كافيا من الناحية الجغرافية كوصف المفاوز والبحار والبحيرات والأنهار والمدن والأمصار والنبات والحيوان. ولذلك جرّد نفسه لهذا وطاف أكثر البلاد الإسلامية. فقد سافر لمعظم أنحاء المملكة الإسلامية باستثناء الأندلس، وساهم في تأليف كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، انتقد في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" كتب السابقين، واعتمد في كتابه على الملاحظة والمشاهدة الميدانية وعلى ما سمعه من الثقات، سعى المقدسي في كتابته إلى إبراز شخصية الإقليم الذي يكتب عنه، وحسن ترتيب مادة كتابه وصوغها صوغًا طيبًا. كل فروع الجغرافيا المتعارف عليها الآن وذلك أثناء عرضه لأقاليم العالم الإسلامي المختلفة بدأ المقدسي رحلته من مدينة القدس إلى جزيرة العرب في بداية عام (356هـ/966م) بهدف الحج، ثم زار العراق وأقور والشام ومصر والمغرب وزار أقطار العجم وبدأها بإقليم المشرق ثم الديلم والرحاب والجبال وخوزستان وفارس وكرمان والسند حتى انه لقب بالواوي (نسبة إلى ابن اوى كثير التنقل والترحال) والبشاري وابن البناء , ويبدو أنه انتهى من رحلته في حدود عام (375هـ/985م) استناداً إلى معلومات شخصية أشارت إلى أنه أنهى في هذه الفترة تأليف كتابه في مدينة شيراز عاصمة إقليم فارس بعد أن أتم الأربعين من عمره. وقد عمل كل حيلة والتحق بكل صناعة، وعرّض نفسه لكل خطر في سبيل الحصول على المعرفة، فالحدود والطرق بالحمرة، ثم بلاد فارس والسند والهند. وألف كتابه هذا بعد هذه الرحلة سنة 375 هـ،