## تمهيد: الغرفة عند التوحيدي نتاج الفكر الصحيح آتية بالحَقِّ جَلُوبَةُ لِلرَّشْدِ، وَلِلْمَعْرِفَةِ الأَسَاسِيَةِ مَصَادِرٌ عِدَةً مِنْهَا ... العَقْلُ، فَهُوَ المَلِكُ المَفْرُوعُ إِلَيْهِ وَالحَكَمُ المَرْجُوعُ إِلَى مَا لَدَيْهِ... وَمِنْهَا التَّجْرِبَةُ وَالْمشاهدة أحمد عبد الفتاح البري التوحيدي بين العلم و مجلة فصول، مجلد 14 والمعرفة قال التوحيدي في المقايَسة الرابعة والسّتّين من كتاب | المقابساتِ: سمعت أبا سليمان يقول: قال أقْلَاطَنْ: "إنّ الحقّ لم يُصِبْهُ النّاسُ في كلّ وجوهه، بل أصاب منْهُ كلّ إنسانِ جِهةً". قال: "ومثالُ ذلك عُمْيَانُ انْطَلَقُوا إلى فِيلٍ، فأخذ كلّ واحدٍ منهم جارِحةً منه فَجَسَهَا بِيَدِهِ، ومَثَلَها في نَفْسِهِ، ثمّ كَفَروا. فَأَخْبَرَ الَّذِي مَسَ الرَّجُلَ أنّ خِلْقَةَ الفِيلِ طَوِيلَةُ مُدَوِّرَةٌ شَبِيهَةٌ بِأَصْلِ الشَّجَرَةِ وَالنَّخْلَةِ. وَأَخْبَرَ الَّذِي مَسَ الظَّهْرَ أنّ خِلْقَتَهُ شَبِيهَةُ بِالهَضَبَةِ وَالرَّابِيَةِ الْمُرْتَفِعَةِ. وَأَخْبَرَ الَّذِي مَسَ مِشْفَرَهُ أنَّهُ شَيْءٌ لَئِنْ لَا عَظْمَ فِيهِ. وَأَخْبَرَ الَّذِي مَسَ أُذُنَيْهِ أنَّهُ مُنْبَسَطٌ رَقِيقٌ، يَطُويهِ وَيَنْشُرْهُ فَكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ قَدْ أَدَى بَعْضَ مَا أَدْرَكَ، وَكُلّ يُكَذِّبُ صَاحِبَهُ، وَيَدْعِي عَلَيْهِ الخطأ والغَلْطَ وَالجَحْدِ فِي مَا يَصِفُهُ مِنْ خَلْقِ الفِيلِ. انكار فَانْظُرْ إِلَى الصِّدْقِ كَيْفَ جَمَعَهُمْ، وَانْظُرْ إِلَى الخَطَا كَيْفَ دَخَلَ عَلَيْهِم حَتَّى فَرَّقَهُم