كان قوم إبراهيم -عليه السلام- يعبدون الأصنام، وكان أبوه آزر ممّن يصنعونها، فبدأ إبراهيم دعوته بدعوة أبيه، وتذكيره بأنّ هذه الأصنام لا تضرّ، وكان يدعو والده باللين، إلّا أنّ أباه أصّر على موقفه، ثمّ انتقل إبراهيم إلى دعوة قومه؛ فأمرهم أوّلاً بترك عبادة الأصنام، وقد ذُكِرت هذه المُحاجَجة في سورة الأنعام؛ ثمّ لمّا غاب الكوكب قال لهم إنّ الإله لا يأفل ولا يغيب، ١] وقد واصل إبراهيم -عليه السلام دعوته لهم، فلمّا رأى منهم صدوداً أقسم لهم أنّه سيكيد أصنامهم، فلّما خرجوا من القرية أخذ يُكسِّر الأصنام كلّها إلّا كبيرها الذي تَرَكه، فلمّا عاد القوم إلى قريتهم، ذهبوا إلى إبراهيم كي يسألوه عن ذلك، وعلى الرغم من أنّ صوابهم عاد إليهم في حينها؛ ٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ إبراهيم -عليه السلام- كان مثالاً للداعية الصابر المُخلِص؛ وذلك بأن يُلقوه في النار التي جمعوا لها حطباً عظيماً، ولشدّة حرارتها وضعوا إبراهيم -عليه السلام- على منجنيق وقذفوه فيها، حيث روى البخاري في صحيحه عن ابن عبّاس -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ آخِرَ قَوْلِ إبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ في النَّارِ: حَسْبِيَ اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ)، ٣] فأمر الله -تعالى- النار بأن تكون برداً وسلاماً عليه،