جرأة على الع »وال أنا« قالت روبي غيليز وهي ترتجف. ّح، وكان صحبتني واحدة أو اثنتين منكن على ظهر ذلك القارب الم فـهـذا مـا ال أسـتـطـيـعـه. ّ ـا أن أتـمـد الحالة سأموت من الخوف. ّ أنها ستكون تجربة شاعرية، « اعترفت جين آندروز. وسأظل ما بين دقيقة وأخرى أسترق وفيما إذا لم يكن الـقـارب ينجرف بسرعة وتعلمين يا آن، « »ولـكـن، وأحب فعال ّة ألن مـا زلـت أرى هـذا سخيف كما قرأنا عن إيلين التي كان شعرها األشقر الالمع ينساب فوق الماء، وصيفة زنبق. « آن يف املرتفعات اخلضراء »إن بياض بشرتك ال يختلف في �سـيء عن بياض بشرة روبـي« قالت ِه أغمق من ّ شعرك أصبح بعد أن قصصت ّ ية. »كما أن « ًّ ـا؟« هـتـفـت آن، »أوه، ّ ـي لـم أجـرؤ على ولـكـن ُقال لي عكس ذلك. سـؤال أي ّه يمكن أن ي أتظنين يا ديانا أن ّ األجـعـد، وبـدا أنـيـق التصفيف مـع تـلـك الـشـريـطـة المخملية ذات العقدة كانت البنات األربـع واقفات عند ضفة البركة، تحت امتداد منحدر ّقت البستان، حيث انبثقت أشجار البتوال على مقربة من الضفة وتحل ُنيت على طرفها قاعدة خشبية تمتد حـول بقعة صغيرة من األرض، ب َ ـط ليستعملها صيادو السمك والـب لتلعب معهن. كان مسرح فردوس األحالم قد غدا شيئ 358 359 الواقعة في مرعى ماشيته الخلفي، بدون أية رحمة. يـومـهـا، جـلـسـت آن بـيـن الــجــذوع وبـكـت، بـالـطـبـع، ارتــأت هـي وديـانـا أن الـبـنـات الـيـافـعـات الـالتـي فـي سـن الـثـالـثـة عـشـرة، باإلضافة إلى أنه كان يمكن العثور على تسليات أكثر ترفيه َط الذي يستعمله السيد باري لصيد الب اقـتـرحـت آن فـي تـلـك األمـسـيـة عـلـى قـريـنـاتـهـا الـقـيـام بـتـمـثـيـل حـكـايـة تنيسون في الشتاء الفائت، ّكوها إلى مقاطع وهكذا حل حتى صار من المستغرب جـد ٍ خــاف يستطيعون اكـتـشـافـه بـأنـفـسـهـم. أصبحوا يرون أن وصيفة الزنبق الشقراء والنسيلوت وغوينيفر والملك ً ا حقيقيين. ِلك األيام، كانت أكثر شـــاعرية من 360 361 آن يف املرتفعات اخلضراء وكانت البنات قد اكتشفن من قبل أنهن ـم »حـسـن ّ ها رغـم توقها الشديد للعب دور الشخصية الرئيسة، ُ كرهة، وكانت تشعر ولكن عليكن في البداية تمثيل أدوار األخوة واألب. ّ ، بالغرض يا ديانا. ّ إحـضـار الـشـال األســود، وجللت آن الـقـارب بـه، »أوه، إنها تبدو كأن ّت عليه ظالل أشجار ّ هذا يجعلني أشعر بالخوف يابنات. ّة؟ تقول السيدة ليند إن جميع يضومش ر:شر آل ّر صمو أنواع التمثيل بغيضة وشريرة. « »روبــي، كما أن »هذا ي ليند بمئات السنين. جين، فمن السخف أن تتكلم إيلين أثناء موتها. « ّت االستعاضة عن الزنبقة ً عظيم الياباني األصفر، ّ ر توف البيضاء التي تعذ وأشاعت التأثير الذي كان مرجو ْ اآلن جـاهـزة« قالت جين. الساكن، ّ إيلين الميتة استلقت كما قرأنا، أن نــعم، « ّ دفع القارب، ْ ن خـالل الغابة، َ ـد ثم ع على أهبة االستعداد الستقبال وصيفة الزنبق. وهـي تـتـجـر ّب إلى ّة. فجأة، الشاعري الـقـارب. استدعت الـضـرورة إيلين الميتة لتقف منتضية عن جسمها دثار الذهب، ومتفح لقد صد ً لتشعر أنـهـا تـحـت رحـمـة خـطـر مـحـد ولكن ماذا عن المجاذيف؟ ُركت هناك على اليابسة! وامتقع نفسها. وكان ما يزال لديها فرصة واحدة للنجاة. فرصـة واحــدة فقــط. ّ منسوب الماء عن االزدياد في االرتفاع على مدار بينما لم يكف 362 363 يضومش ر:شر آل ّر صمو ّي حينها، دعـوت بـإخـال ٍص ٍ عميق. لكن لـم أغمض عيني ّث بـه. ليست تلك األعمدة ما زال يوجد عليها الكثير من العقد والفروع ولكن كان يجب وقلت: علي اجـرف القارب نحو أحـد األعمدة وسأتكف ًا، وبقيت أكـرر هذا االلتماس مرة تلو مـرة. طبع وقـد اسـتـجـاب الـلـه لـدعـائـي، ٍ ال تستطيعين التفكير بـدعـاء م القارب اصطدم لبرهة بأحد األعمدة، َس ّق بـأرومـة شجرة ي والـشـال على كتفي، ّة ال أستطيع الهبوط أو الصعود. ّة في ذلك الحين. ّي لم أكن أفك لكن شـك ثم رك ّ االتكال بعد ذلك على ّ ٍ ث بقوة، ثـم غـاص عـنـد مـنـتـصـف الـبـركـة. كانت روبي وجين وديانا واقفات عند رأس اليابسة الخفيض، تنتظرنه. لم يكن لديهن أدنـى شـك آن يف املرتفعات اخلضراء قد غرقت معه. وللحظة وقفن بال حـراك، ممتقعات اللون، جامدات ً ا من هول الفاجعة، ّ لينظرن باتجاه الجسر. رأت آن أخيلتهن المندفعة، وكانت كل دقيقة أشبه بالساعة بالنسبة إلى وصيفة ْ يـهـب الـزنـبـق الـعـاثـرة الـحـظ. ّ قد أ البنات؟ مـاذا لو ك ّ ه وأصابها التشنج وما عاد بإمكانها التمسك بعد! لو بلغ بها اإلعياء حد ّسـت آن فـي تلك األعـمـاق الـخـضـراء الـشـريـرة تحتها، وهـي تتماوج تـفـر ّى أنواع االحتماالت المرعبة. َ شـعـرت أنـهـا مـاعـادت قـادرة على احـتـمـال آالم ذراعيها ومعصميها أكـثـر مـن ذلـك، رأت غيلبرت بـاليـث يـجـذف تحت الجسر في ً ا. »آن شيرلي! كيف وصلت إلى هناك؟« هتف غيلبرت. وبما أن اقترب بالزورق من العمود ومد ودون أن ينتظر جواب ّ . بينما ضم ّ أن ذلك الظرف كان أسوأ من أن يتيح لها فرصة التصر شك »كن »وكان علي فتسلقت ذلـك الـعـمـود. أيمكنك أن تتلطف وتوصلني إلى اليابسة؟« إلى البر ً« قالت بغطرسة، ّ يده على ذراعها »آن« قـال بلهفة »اسمعيني اآلن، ًّ ا ألني سخرت من شعرك ذات مر أنا أعني ما أقول. ً ا ُ لد فجأة داخلها، رغم وغمرها إحساس غريب و وشـعـرت أن تلك النظرة نصف الخجولة َنف ْ ت عـن كـل كبريائها الم لكن حيرتها نصف التو الجزر، وجلب لها العار أمام جميع المدرسة. ّ مــرور الـوقـت لـم يـخـف كــان مـن الـواضـح أن ّ سببه قد يستدعي ضحك اآلخرين والراشدين. ً ا! كانت تكره غيلبرت باليث! ولن، لن تسامحه أبد