أما بالنسبة للجماعة الأولى ، التكنولوجيا إن ما يتميز به سان سيمون عن جده وأصالة لا يتمثل في استماعه بالمنفعة ، لا يمكن أن تؤدى الملكية الخاصة إلى إنتاج يخدم المنفعة الاجتماعية . أدت بهم إلى تصور المنفعة بوصفها معيارا اجتماعيا ، وإعطائه طابعا اجتماعيا ولقد كان علم الاجتماع ، هذا وعلى الرغم من الموقف النقدي لعلم الاجتماع الوضعي من تلك الثقافة النفسية . ادخل هذا العلم الاجتماعي الجديد ، وباختصار نظر علم الاجتماع في تلك الفترة إلى المجتمع الجديد على اعتبار انه مراهق مختلف أكثر منه نتاجا للعصر القديم وقد أسهم كل من سان سيمون وكومت وأخيرا دور كايم في ذلك التراث السوسيولوجي الذي أكد أهمية تطوير أنساق المعتقدات ، تتميز بالطابع العام والدور الهام في تنظيم الحياة الشخصية عن طريق الترتيبات النظامية التي تحكمها القيم المشتركة والهدف من هذا كله استعادة ما فقد وجعل المجتمع كلا متكاملا خلاصة القول، بل عمل على توسيعها وجعلها اجتماعية وأصبح مهتما بالمنفعة للجمعية في مقابل المنفعة الفردية أو بحاجات المجتمع التي تدعم استقراره وتقدمه أو بما هو مفيد بالنسبة له ومن ثم فقد ولد علم الاجتماع كتوازن مضاد للاقتصاد السياسي في الطبقة الوسطي وكان ذلك في الربع الأول من القرن التاسع عشر وهكذا ركز علم الاجتماع معظم دراساته على ما هو اجتماعي ، وخصوصا ما تعلق بالأسرة والجماعات السلالية والمجتمع الحضري والانتحار والجريمة والطلاق وفي كل هذه المعالجات المدرسية كان علم الاجتماع يمثل دراسة ما هو مفتقد في العلوم الأخرى . وبذلك أصبح أساسا لهذه العلوم غير أن هذا القول لا يعتبر مقنعا من الناحية العقلية أو المهنية فعلم الاجتماع - على المستوى النظري - كان ينظر إلى ذاته بوصفه نظاما تحليليا ، وقد ذهب بعض علماء الاجتماع في الفترة الأخيرة من أمثال ليوبوند فون فيزه وجورج سيمل إلى أن مجال دراسة علم الاجتماع يتمثل تلك الجوانب الصورية للعلاقات الاجتماعية مثل دراسة التعاون والتنافس والتكامل والصراع وتحليل المظاهر الثنائية والثلاثية للتفاعل اى دراسة معدلاته أما الفكرة الأساسية التي تكمن وراء هذا الاهتمام بالمسائل الصورية منذ أفلاطون فهي تتمثل في قضايا النظام الاجتماعي : من حيث طبيعة التكامل والالتحام والتماسك الاجتماعي ومصادر كل منها . ولذلك فقد ظل علم الاجتماع مهتما بالمجتمع ككل ولكنه أصبح ينظر إلى ذاته الآن باعتباره مسئولا عن بعد واحد فقط من هذا الكل وهو البعد الاجتماعي إن علم الاجتماع - من حيث النظرية – لا يختلف الآن عن اى علم آخر من العلوم الاجتماعية لان كلا منها يتميز بنوع معين من الاهتمام وبطريقته الخاصة في النظر إلى الكل أما من حيث التطبيق فان هناك بحوثا خاصة في علم الاجتماع ركزت اهتمامها على المسائل المختلفة أو على النظم والمشاكل الملموسة التي لم تتناولها علوم اجتماعية أخرى وقد ظل علم الاجتماع علما مختلفا من حيث تطبيقه بالرغم من كونه مستقلا كعلم تحليلي يقوم بدراسة القضية العامة المتعلقة بتكامل الجماعات أو المجتمعات وذلك يعني أن علم الاجتماع الاكاديمي يزعم أنه يمكن تحليل النظام الاجتماعي وفهمه دون الاهتمام بالمسائل والمشكلات الأساسية لعلم الاقتصاد وهذا يتضمن بدوره امكان حل مشكلة النظام الاجتماعي - عمليا وعقليا - دون توضيح مشكلة الندرة التي يهتم بها علم الاقتصاد اهتماما مركزيا ومن ثم فان علم الاجتماع يهتم بمصادر النظام الاجتماعي غير الاقتصادية يعتبر شرطا كافيا او ضروريا لتدعيم النظام الاجتماعي . وخلال هذه المرحلة عمل علم الاجتماع على تكوين نظرية كبرى عن المجتمع تؤكد بشدة أهمية الدراسة العلمية للمجتمع بنفس الطريقة التي تدرس بها العلوم الأخرى موضوعاتها فلقد ظهرت الوضعية في فرنسا خلال ذلك العمل الذي قام به سان سيمون في مجال صراع عميق بين طبقة النبلاء والطبقة الوسطي يضم الخصائص الأساسية للمجتمع القديم والعوامل الضرورية لتدعيم الثورة . وجود انشقاق بين النبلاء وتمزق بين النعتدلين والمتطرف وصراع داخل الطبقة الوسطي ذاتها. عجزت مصادر السلطة القديمة عن الضبط الشامل وخصوصا بعد ظهور جماعات جديدة . ٥) استمرار العلم في تقدمه وتطوره وإحراز تقديرا عظيما . يتزايد حتى بين الجماهير ويبدوا احد الاختلافات الأساسية بين هذين الفريقين في تصورهما للعلم ذاته فقد كان كـــل مـــــن انفانتين وبازار يعتقد في الدور الخلاق الذي يمكن أن يقوم به الاقتراض والحدس والعبقرية في عملية المعرفة وباختصار نظرا إلى العلم بوصفه مصباحا أكثر منه مراه . فعندما فشل في الجهود التي بذلها من أجل إحراز موافقة على هذا النظام الجديد الذي حاول وضعة وهو دين الإنسانية ترك هذا الجهد وأصبح يزيد اهتمامه بصناعة النظام ذاته وهكذا يمكن القول بان علم الاجتماع الاكاديمي ، بينما كانت الموضوعية الوضعية تقدر أهمية الشعور بالانفصال ذاته والوضعية هي قدرة الناس على أن يقدموا أنفسهم أو يمنحوها لشئ معين وطبقا لهذا المستوى لا تمثل هذه الموضوعية حيادا وإنما اغترابا عن الذات والمجتمع في نفس الوقت . وأنها اغتراب عن المجتمع بوصفة شيئا غير محبب إلى الذات فالموضوعية هي طريقة النظر إلى عالم لا يحبه الإنسان ولكن لا يجب عليه أن يتعارض معه أنها تظهر عندما ينفصل المرء عن الحالة الراهنة التي يعيش فيها وعن النظام السائد في الواقع الاجتماعي وكذلك عن النظم البديلة ذات الدلالة والموضوعية أيضا هي الأيدلوجية هؤلاء الذين اغتربوا وأصبحوا بلا وطن وبالرغم من أنهم يمثلون الطبقة الوسطي في مجتمعهم ، والتعليم ولإصرارها على تدعيم الوضع القائم وفي نفس الوقت الذي كانت الطبقة الوسطي تسعى فيه إلى تقوية وضعها الجديد في المجتمع ضد الصفوة القديمة ، وجدت نفسها أمام طبقة للبروليتاريا التي ظهرت حديثا ، وبين الجموع التي ظهرت حديثا ولكن علم الاجتماع لم يتخذ وضعه الطبيعي إلا عند ما عمق الاتجاه الصناعي سيطرته على المجتمع : اي عندما أصبحت الطبقة الوسطي مطمئنة إلى قدرة الصفوة القديمة على عملية إعادة البناء وكذلك عندما لم تعد تنظر إلى الماضي باعتباره يهددها أو إلى المستقبل بوصفه.