فَارْتَطَمَتْ بِإِحْدَى زَهْرَاتِ دَوّارِ الشَّمْسِ. شَمْسَ لِي ! انظري . بَيْنَمَا وَاصَلَتِ الزّهْرَةُ شَرْحَها: «كُنتُ مِثْلَكِ أَبْحَثُ عَنِ الشَّمْسِ، إلى أن اكْتَشَفْتُ أن في أعْماقِي قُوَّةً تَجْذِبُ النور». - في أَعْمَاقِكِ؟ أَيْنَ؟ - في ساقي وجذوري وأوراقي، ثُمَّ أَحَوِّلُهُ إلى مواد مُفيدة، ابْتَسَم وَجْهُ ياسمينَ الَّتِي ازْدَادَ إعْجَابُها بِصَدِيقَتِهَا الزَّهْرَةِ، وَسَأَلَتْ بِصَوْتٍ جَميلِ : أَلِهذا السَّبَبِ صَارَ اسْمُكِ زَهْرَةَ دَوَارِ الشَّمْسِ؟ - «نعم . فأنا أرى الشَّمْسَ مِنْ أَعْمَاقِي، كَانَتْ أُمُّ ياسمين تُصْغِي إِلى الحوارِ الدَّائِرِ بَيْنَهُما، ذاكَ الرَّجُلِ الَّذِي كانَ يَصْطَادُ الأَسْماكَ المُضِيئَةَ، وَيُغطي النَّورَ لَأُوْلِئِكَ الَّذِينَ يَعْرِفُونَ قِيمَتَهُ، وَجْهُها دائِرِيٌّ وَلَهَا عَيْنَانِ كَبِيرَتانِ، عانَقَتْها أَيُّهَا بِقَرَحٍ قَائِلَةً: «مَنْ أَنْتِ؟! أَكَادُ لَا أَعْرِفُكَ! أَلَسْتِ حَبيبتي الصَّغِيرَةَ يَاسَمين؟!» هَتَقَتْ يَاسَمِينُ بِصَوْتِ يُشْبِهُ زَفْرَقَةَ الطُّيور الواثِقَةِ: أنا زَهْرَةُ دوار الشَّمْسِ وَأَنْتِ الشَّمْسُ». في اليَوْمِ التالي ضَحِكَتِ الشَّمْسُ لياسمينَ الَّتِي كانَتْ تَرى صورَةَ أُمِّها داخِلَ الشَّمْسِ. ينْتَظِرُ النَّاسُ قُدومَ الرَّبِيعِ لِرُؤْيَةِ الشَّمْسِ،