أولا : أنه كان حكما سطحيا أي أنه كان قليل التأثير في المجتمعات العربية بل على العكس فإن المجتمعات العربية العريقة في إسلامها وعروبتها ساهمت في صبغ الدولة العثمانية بصبغة شرقية إسلامية، فيكاد يجمع المؤرخون علي أن العثمانيون لم ينجحوا في "عثمنة أو تتريك" البلاد العربية بل أن العثمانيين هم الذين تأثروا بدرجة ما بثقافة وتراث وتقاليد البلاد العربية ثانيا : إن هذا الحكم فرض نوعا من "العزلة" علي العالم العربي وقد يبدو صحيحا أن العثمانيين استطاعوا حماية العالم العربي من تسلل النفوذ الغربي إليه حتى أواخر القرن الثامن عشر فقد أحاطوا الشرق العربي بسياج من العزلة حال بينه وبين الاتصال بالعالم الخارجي، وقد أثرت هذه العزلة علي الجانبين السياسي والاقتصادي بل على سائر الجوانب الحضارية الأخرى فلم يقدر للبلاد العربية أن تتصل بالحضارة الأوربية وكما كانت الدولة العثمانية تقطع الأراضي لكبار رجال الجيش لزراعتها والاستقرار فيها عوضا عن دفاع مرتباتهم رابعا كانت الدولة العثمانية في أساليب إدارتها "توازن" بين أرباب السلطات فلم يمنح السلطان أحدهم سلطة مطلقة، بل جعل كل منهم رقيبا علي الآخرين، فرغم أن الوالي كان نائبا عن السلطان في ممارسة الحكم إلا أن الدولة العثمانية كانت تحد من سلطته من الناحية العلمية وتحيطه بالمراقبين والعيون، وقد أجمع المؤرخون أن العثمانيين قد شكلوا في المجتمعات العربية طبقة ارستقراطية منغلقة على نفسها منعزلة لم تندمج أو تنصهر اجتماعيا مع الشعوب العربية سادسا مواجهة الإمبراطورية العثمانية للأطماع الصهيونية: كان حلم اليهود منذ زمن بعيد إقامة وطن لهم في فلسطين. مثل : الزعامات الشعبية، وتمثل ذلك عندما نجح الشعب المصري بهزيمة الانجليز في رشيد عام ۱۸۰۷م، ووقع محمد علي معاهدة معهم تضمنت جلاء الانجليز عن مصر مما أتاح له الفرصة لاقتباس النظم الغربية، مستعينا بالخبراء الأوروبيين، وأرسل البعوث العلمية