يعد تواجد المعلم والطالب هو النمط التقليدي للتعلم حيث أن المعلم هو الذي لديه الخبرة والمعرفة وهي التي يحتاجها الطالب لذلك كان وجود المعلم والطالب في مكان واحد هو الطريقة الطبيعية والوحيدة لحدوث التعلم في هذا المجال ومن هنا كان الطالب يحضر حلقات العلم في الأماكن المخصصة لذلك بما في ذلك المساجد والكتاتيب والمدارس والجامعات ومن الطبيعي أن تتطور انماط التعليم والتعلم بتقدم العصر ونتيجة الى ذلك ظهرت التكنولوجيا التي تساعد على التعلم عن بعد.‏يعد مفهوم التعلم المدمج من المفاهيم الحديثة في مجال التعليم حيث أن هذا المفهوم لم يستخدم إلا القليل قبل بداية القرن الحادي والعشرين وقد يكون هذا من المبررات لعدم وضوح مفهوم التعلم المدمج حيث أن هذا المفهوم استخدم بقليل من الدقة في كثير من الأحيان وقد يكون هناك خلط بين توظيف التكنولوجيا في التعليم داخل الغرفة الصفية ومفهوم تقليل وقت التفاعل المباشر بين المعلم والطالب داخل الغرفة الصفية ضمن التعلم التقليدي واستبدال جزء منه بوقت يتم قضاؤه خارج الغرفة الصفية و الاستفادة من مما تقدمه الإنترنت من الأدوات في هذا المجال.ويشير عدد من الباحثين إلى أن التعلم المدمج هو التعلم الذي يجمع بين أفضل ما في التعلم الصفي المباشر والتعلم من خلال الإنترنت.1)مسميات:أن التعلم المدمج ليس مفهوماً جديداً بل هو جديد قديم, إذ له جذور قديمة تشير في معظمها إلى مزج طرق التعلم واستراتيجياته مع الوسائل المتنوعة, وتستخدم له مصطلحات مثل: -التعلم المتمازج Blended Learning -التعلم الهجين Hybrid Learning مفهوم التعلم المدمج (المتمازج): هناك العديد من الدراسات التي تناولت تعريف التعلم المتمازج(المدمج) منها دراسة 2002) حيث أشارت إلى أن هناك أربعة معان مختلفة لمعنى التعلم المتمازج وهي:• المزج(الدمج) بين أنماط مختلفة من التكنولوجيا المعتمدة على الإنترنت لإنجاز هدف تربوي مثل:(الصفوف الافتراضية المباشرة, والتدريس المعتمد على السرعة الذاتية, والتعلم التعاوني, والفيديو, الصوت, والنصوص) وقد أيّد ساين(Singh2003) هذا التعريف.• مزج(دمج) طرق التدريس المختلفة والمبنية على نظريات متعددة مثل:(البنائية, السلوكية,• مزج (دمج) أي شكل من أشكال التقنية, مثال على ذلك:(شريط الفيديوCD, أفلام)مع التدريس من قِبل المدرس وجهاً لوجه.وهناك من يعرف التعلم المتمازج بأنه التعلم الذي يوظف(30%-75%) من أنشطته للتطبيق عبر الانترنت,New Jersey Institute of Technology,2005) والاشكال الاكثر تقليدية من التعلم.أما في دراسة سيليكس (Selix,2001) فقد قصر التعلم المتمازج على المزج بين التعلم عن طريق الاتصال المتزامن والاتصال اللامتزامن بين المعلم والطالب.ومن خلال ما مر من معان سابقة, يمكن استنتاج أن التعلم المتمازج (المدمج)هو التعلم الذي يمزج ما بين كل من:1.التعلم الالكتروني والتعلم التقليدي.2.التعلم المبني على الاتصال بشبكة الانترنت والتعلم وجهاً لوجه.3.التعلم القائم على الاتصال المتزامن والتعلم القائم على الاتصال اللامتزامن.والتعلم المدمج هو إعادة تصميم جوهرية لهيكل ‏العملية التعليمية التعلمية وطرائقها وذلك من خلال فتح مجال واسعا في عملية التعليم والتعلم للاستفادة من الإمكانيات الكثيرة التي من الممكن أن يوفرها تبني هذا النمط من التعلم كما أن هذا النمط يتطلب من التربويين التفكير المعمق في ما هو ضروري وكيفية الوصول إليه بعيدا عن المحددات الكامنة في كل من التعلم الصفي والتعلم عن طريق الإنترنت فيجب أن يستند التعلم المدمج إلى فهم دقيق للمستويات العليا للتعلم مثل (التحليل والتركيب والتطبيق) و خصائص الاتصال ومتطلبات التخصصات المختلفة بالإضافة الى المصادر المتوفرة لذلك وذلك من اجل الاستفادة من امكانيات هذا النمط.‏ولكن من الفهم الخاطئ للتعلم المدمج ما يعتقده البعض من أن التعلم المدمج هو أي شكل من أشكال توظيف التكنولوجيا في التعليم بما في ذلك التدريس الصفي المباشر عندما يتم أثراؤه من خلال استخدام أشكال التكنولوجيا المختلفة فقد اشار جراهام وود فيلد وهار يسون إلى أن بعض المؤسسات التعليمية تعتقد بأن توظيف التكنولوجيا في الغرفة الصفية هو تعلم مدمج مع انه ليس كذلك.1)ثم اتجه مسار التطور نحو الدمج بين التدريس الصفي المباشر والتدريس عن طريق الإنترنت وعندها يتم تقديم جزء من المادة عن طريق الإنترنت بدلا من الاعتماد كليا على ما يعطى داخل الغرفة الصفية ومع استمرار مسار التطور نصل الى الانتقال كلياً إلى التدريس عن طريق الإنترنت وعندها لا تكون هناك لقاءات صفية مباشرة إطلاقا و عندما تحل التكنولوجيا محل وسيلة الاتصال المباشرة بين المعلم والطالب حيث يتم نقل المحتوى التعليمي عبر الإنترنت ويتم الأشراف والمتابعة والتقييم عن طريقها كذلك وعندما نصل إلى نهاية مسار ‏التطور نلاحظ أن التكنولوجيا بأنواعها المختلفة تحل محل التدريس الصفي بشكل كامل ولا يعود هناك لقاءات صفية بين المعلم والطالب وعندما نتحدث عن التعليم عن بعد يتشارك التعلم المدمج مع التعلم عن بعد في هذه الجزئية. لذلك نستطيع الاستفادة من خصائص ومميزات نمط التعلم عن بعد ومن النظريات التي تتعلق بذلك في التعلم المدمج فالتعلم عن بعد يركز على عدد من السمات التي تميز هذا النمط ومنها ما يلي: -‏- حدوث التعلم مع الفصل بين المعلم والطالب خلال ذلك -الفصل شبه الكامل بين الطالب ومجموعات التعلم خلال العملية التعليمية فبالرغم من أن التعلم المدمج ليس التعلم عن بعد إلى أن هذه النقاط تنطبق على الجزء الذي يعتمد على الإنترنت من هذا النمط.مبررات تبني التعلم المدمج:- زيادة إعداد الطلبة في الغرفة الصفية.- الخروج بالعملية التعليمية من النمطية والملل.- خفض نفقات التعلم. ‏- التعامل مع المتغيرات والكوارث الإنسانية.- ابقاء الفرصة متاحة أمام لقاء الطالب بالمعلم.- تصميم تعلم فردي يناسب كل طالب.- تخفيف حالة التوتر التي قد تنشأ نتيجة استخدام التكنولوجيا لدى البعض.- اثراء العملية التعليمية التعلمية.‏2- قضايا تتعلق بالجانب الإلكتروني:وتشمل هذه القضايا ما يلي: -- صعوبات في عمليات التقويم .- قضايا نفسيه تتعلق بشعور بعض الطلبة بالعزلة عندما يدرسون لوحدهم من خلال الإنترنت وخاصة الطلبة الذين لا تكون لديهم دافعية ذاتية عالية أو الاستقلالية في التفكير واتخاذ القرارات .- مشكلة إدارة الوقت لدى بعض الطلبة.3- عقبات إدارية: تمثل العقبات الإدارية من وجهة تطبيق التعلم المدمج في قلة وعي المسؤولين الإداريين بهذا النمط ولا يمكن الاستهانة بدور ‏الإداريين فيتطبق التعلم المدمج كغيره من اي من مشاريع في قطاع التعليم‏.ويشمل ذلك الآتي: -- تحديد الاهداف والمخرجات التعليمية المطلوب تحقيقها من البرنامج- توفير التمويل اللازم لنجاح البرنامج واستمراريته 2- التخطيط.3- التطبيق.1)التعلم المدمج او المتمازج وأثره على التعلم:تشير كثير من الدراسات الى اثر التعلم المتمازج على التحصيل فعلى سبيل المثال الدراسة التي قامت بها جامعة فلوريدا المركزية(Universty of central Florida,2001) والتي توصلت الى ان الطلبة الذين قاموا بالتعلم من خلال اسلوب التعلم المتمازج كان تحصيلهم أعلى من الطلبة الذين تعلموا بواسطة التعليم التقليدي (وجها لوجه)والتعلم الالكتروني الكامل .وفي دراسة ديان(Dean,وساهم التعلم المتمازج في زيادة نسبة الانتظام في الدوام المدرسي ,2002).أنماط التعلم المدمج:- نموذج التناوب :‏يعتبر نموذج التناوب أكثر نماذج التعلم المدمج شيوعا وكما هو واضح من الاسم يعتمد هذا النموذج على توزيع التعلم على محطات ينتقل بينها الطالب ليطور معرفته ومهاراته حول موضوع الدرس.- النموذج المرن :‏يعمل الطالب ضمن هذا النموذج على الحاسب بشكل منفرد او ضمن مجموعات وإلى جانب يتوافر غرفة للدراسة ضمن مجموعات ويقوم المعلم بمتابعة تعلم الطلبة والتدخل عندما يرى حاجة لذلك فيقوم باستدعاء مجموعة السيمينار أو تدريس مباشرة ‏ولذلك يمكن هذا النموذج المعلم من الوصول بشكل مباشر إلى شرائح أكبر من الطلبة لأن جزء كبير من الوقت الذي كانوا يقضونه في التدريس يتم استبداله في التدريس باستخدام التكنولوجيا فيتفاعل الطالب مع التكنولوجيا للحصول على المعرفة والمعلومات.- النموذج الافتراضي المحسن:‏يلجأ هذا النموذج إلى رفض التعلم الإلكتروني بخبرة واقعية يعود لها الطالب للاستزادة والتعمق والتطبيق عندما يحضر إلى المؤسسة التعليمية فهذا النموذج جاء لتحسين التعلم الإلكتروني الافتراضي من خلال إعطاء الطلاب فرصة للقاءات التقليدية التي يفتقر إليها التعلم إلكتروني عن بعد وهذا الجانب هو في كثير من الأحيان مطلب كثير من الطلبة وأولياء الامور بأن يلتقي الطالب مع المعلم وجهاً لوجه.- النموذج الانتقائي:‏هو أحد نماذج التعلم المدمج الذي يعطي الطالب الحرية في تسجيل مادة أو أكثر من المواد التي يدرسها لدراستها عن طريق الإنترنت بينما يدرس المواد الأخرى بالطريقة التقليدية وما يميز هذا النموذج أن الحرية تعود للطالب نفسه في أن يأخذ هذا المساق بالطريقة التقليدية أو عن طريق الإنترنت.معايير اختيار النمط المناسب من التعلم المدمج:هناك ثمانية معايير لاختيار النمط المناسب والطريقة التي يتم فيها مزج الجانب التقليدي بالتعلم عن طريق الإنترنت في التعلم المدمج: -- نوع البرنامج - اهداف البرنامج - المحتوى التعليمي - التكنولوجيا المستخدمة(1)تصميم دروس التعلم المتمازج: وهي:- ما افضل طريقة لتوجيه تعلم الطلبة؟المدة الزمنية: يجب تحديد جدول زمني , وبما أن هناك انشطة تعتمد على الانترنت وأنشطة تعتمد على التعلم وجها لوجه فانه يجب أن يكون هناك توازن بينها و يجب عدم الافراط في أي نوع منها . المتطلبات السابقة: وهي مطلوبة من المعلم والطالب معاً ولكن لابد من التركيز على المهارات الاكاديمية الخاصة بموضوع الدرس اكثر من المهارات التقنية. الاجرائية , والعقلية والشخصية , الحركية ,1- غير متصلة (وجها لوجه) مثل المحاضرات , التدريس المباشر, ورشات العمل.2- غير متصلة (عمل فردي)مثل الكتب, المجلات, الجرائد, اشرطة الفيديو, التلفاز, الراديو3- متصلة بالإنترنت ووسائط التفاعل مثل مصادر التعلم البسيط, المحاكاة, التدريس الالكتروني, مؤتمرات الفيديو, الصفوف الافتراضية.المرحلة الثالثة: تحليل حاجات الطلبة.المرحلة الرابعة: تنظيم المتطلبات والقيود لتنظيم العمل بشكل عام.واشار كل من دزيبان و هارتمان و موسكال(Dzluban,