غير عابئين بأننا في حقيقة الأمر نقتل أنفسنا، فالوقت هو الحياة كما يقولون. وهناك ثمة خرافة منتشرة بين الناس، فنجد من يقول: يوما ما سأجد متسعا من الوقت لإنجاز ما تأخر. يوما ما سأجد وقتا يسمح لي بأخذ أجازة، أو لقضاء وقت أطول مع عائلتي، بل هناك من قال لي ذات يوم: إن ٢٤ ساعة ليست فترة كافية لعمل ما أود عمله في اليوم الواحد ! فهل بالفعل هناك مشكلة في عدد ساعات اليوم، وأن المتاح لنا من الوقت لا يكفي لإنجاز المهام الملقاة على عاتقنا، أم أن المشكلة تكمن في عدم تنظيمنا للوقت، والتعامل معه بشكل احترافي؟ السعيد والتعيس، رجل الأعمال وجامع القمامة.وإن كنا نشترك جميعا في مقدار ما نملك من الوقت، إلا أننا نختلف وبشدة عن الكيفية التي ننفق بها هذا الوقت. في بحث قام به خبير أمريكي في إدارة الوقت وجد أن الشخص العادي يقضي من عمره في الأنشطة الروتينية اليومية كالآتي ؟!ومما تضمنه البحث أن المرء يقضي يوميا ٤ دقائق فقط في التحدث مع شريك حياته، ونصف دقيقة فقط في التحدث مع الأبناء. وبناء علي هذه الإحصائية أقول إن الشخص الذي يصل عمره إلي ٨٠ عاما سيقضي فقط ٢٤٠ ساعة أي ١٠ أيام فقط في الحديث مع أبنائه.ما المغزى من هذه الإحصائية؟ ما أود قوله والتأكيد عليه، هي أن مشكلتنا الأساسية ليست في عدم وجود وقت كاف لتحقيق ما نريد فعله، وإنما في عدم استغلالنا الوقت بشكل أمثل وصحيح لعمل ما يجب عمله. هي أولي محطات التي تنطلق منها إلى حياة منظمة، واستغلال أمثل للوقت، وللحياة بشكل عام !فالوقت كالحديد ، بقدر ما تبذل من جهد في إدارته وتنظيمه واستغلاله،إن المهام العظام يمكن إنجازها حين يستغل الإنسان وقته بكفاءة)إن مقياس تقدم الأمم وازدهار حضارتها ونهضتها هو حسن استغلالها لوقت أفرادها وإدارتهم لها. إن إنتاجية العامل الأمريكي أو الياباني تزيد كثيرا عن إنتاجية العامل في الدول النامية التي تبلغ في آخر الإحصائيات ٣٦ دقيقة في اليوم ؟!خصائص الوقت