الواجبات المدرسية: هل تفيد الطالب أم تؤخر من تحصيله الدراسي؟ في الوقت الذي تسعى الدول المتقدمة في مجال التعليم إلى تقليل عدد الواجبات المدرسية وإقران عملية التعليم باللعب والتفاعل، ما تزال غالبية مدارس المملكة تصر على أن يقضي الطالب وقته في المنزل، وتسبب له الضغط الشديد. اختصاصيون اعتبروا إلغاء الواجبات المدرسية هو أمر يصب في مصلحة الطالب، وزيادة العبء عليه عند عودته إلى البيت يرهق عقله ويؤثر على تحصيله الدراسي، ولا يمكن الاستغناء عنه، وكون فنلندا هي من أكثر الدول المتقدمة في التعليم، لأن الدراسة المكثفة ترهق العقل وتمنعه من استيعاب العلوم بشكل جيد، يميل معظم المربين إلى إلغائها، مؤكدا أن الاتجاهات الحديثة في التربية تشير إلى أنه لا يجوز تكليف الطالب بالواجبات، وبأن الوقت الذي يقضيه الطالب في المدرسة كاف، ووقته في البيت هو ملك له ومن حقه أن يكون تحت تصرفه ويستمتع به. أنصار الواجبات يعتبروا أن الطالب يجب أن يكون تعلمه مستمرا، مثل زراعة نبته ومراقبتها، موضحا أنه وبدلا من أن تكون هذه الواجبات مصدر قلق للأسرة تصبح شيئا محببا لكليهما. في حين تقف خبيرة المناهج الدكتورة روناهي المجدلاوي ضد الواجبات المدرسية تماماً، كون الطلاب يقضون وقتاً كافياً في المدرسة، منوهة إلى أن غالبية الدول المتقدمة في التعليم قامت بإلغاء الواجبات المدرسية. رائية أن الواجبات تشكل عائقا وعازلا بأن يتعلم من الحياة. وبيئة البيت غير مهيأة لذلك، فالأجواء بعيدة كل البعد عن طريقة المعلم ومنهجيته، وعندما يتدخل ولي الأمر بطريقة أخرى مختلفة عن أسلوب المدرسة يصاب الطالب بتشتت وهو الأمر الذي يضره ولا يفيده. إذ في هذه الفترة يجب أن يتعلم الطالب من خلال الاستمتاع والترفيه وينمي مهاراته، وتخالفهم الرأي المعلمة والمشرفة غدير شربي التي تعتبر إلغاء الواجبات المدرسية أمرا خاطئا ولا يجوز، ولا تسبب إرهاقا للطالب وإزعاجا للأهل. وفي رأيها أن الواجبات إذا ألغيت تماماً من حياة الطالب، فلن يدرس على الإطلاق، كون الواجب المدرسي هو الذي يجبر الطالب على فتح حقيبته والدراسة، فكل شيء يجب أن يكون ضمن المعقول. لكن دون إلغائها على الإطلاق، خصوصا أن هناك أساليب الكترونية كلها سهلة يقوم الطالب باستخدامها. لكن طريقتها وتوقيتها هي التي تلعب دورا كبيرا في تحصيل أكبر قدر أكبر من الفائدة المرجوة منها. ويؤكد أن كراهية الطالب للواجب هي جزء من اتجاهات الطالب السلبية نحو المدرسة ككل، فحين تستغرق الواجبات ساعات لحلها من الطبيعي إن يكرهها الطالب. لا إضافة العبء اليومي على الطالب، مبيناً أن الأهل يلعبون جزءا كبيرا في كراهية الطالب للواجب،