منذ وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي معجمه اللغوي الأول توالت التصانيف المعجمية وتحلّق حولها طلاب العلم ينهلون من معينها المعرفي، ثم ازدادت الحاجة إلى المعاجم اللغوية مع مرور الزمن وتفشي اللحن والعاميات حتى صار المعجم اللغوي ضروريا للمتعلمين من مختلف الفئات العمرية فانتشرت المعاجم المدرسية بشكل واسع. ولقد عرف المجتمع الإنساني تحولات كبرى مع التطورات العلمية والتقنية فصار غالبية الأفراد يستخدمون وسائل عالية التقنية كالهواتف الذكية وما شابهها، معتمدين واجهة تفاعلية بلغة غير العربية غالبا. ومن أشهر الاستعمالات تطبيقات الألعاب والدردشة ومواقع التواصل التي يتهافت عليها أغلبهم. والملاحظ أنهم يُقدّمون أولوية التواصل الفعّال بعيدا عن كل الضوابط اللغوية ما شكّل انعكاسا خطيرا على استعمال اللغة العربية خلال التواصل الافتراضي امتد إلى واقع المتكلم والمتعلم حيث أفرز تراجعا في المستوى اللغوي للمتعلمين في مختلف المستويات التعليمية وأهم ما يلاحظ تفشي الأخطاء الإملائية وضعف الصياغة التركيبية حيث سيطر نمط التواصل الافتراضي على لغة المتعلم بعد انحرافه عن اللغة المعيارية. ومنه أضحى تقويم هذا الواقع ضرورة، وهنا يتجلى دور المعجم اللغوي المعاصر وتوجيهه من أجل كبح جماح هذه الانحرافات بتعزيز المكتسبات اللغوية والمعرفية وتصحيح الأخطاء المتفشية وإثراء الرصيد اللغوي الإفرادي للمتعلم بما يجعله أهلا لاستعمال اللغة العربية على الوجه الأمثل الذي يعينه في التحصيل العلمي.