وكانت قد وصلت إلى السلطة بعد انقلاب عام 1926، تُوّج زعيمه رضا خان باسم رضا شاه بهلوي، ونُصّب ابنه محمد رضا بهلوي وليا للعهد، ليصبح بعد فترة الشاه الأخير. وفي مقال نُشر عام 1997، كانت أسفندياري قد غادرت إيران عام 1978، ورجعت إليها بعد 14 عاما لتدرس تأثير الثورة على النساء. وقالت الصحفية في تلك المقابلة "بدأت الحركة النسائية في إيران مع نهاية القرن التاسع عشر عندما خرجت النساء إلى الشوارع أثناء الثورة الدستورية". كانت ملابس النساء بالفعل موضوعا مطروحا على جدول أعمال قيادة البلاد في بداية القرن العشرين. وأشارت مؤلفة الكتاب إلى أن "الحجاب لم يلغَ رسميا في إيران حتى عام 1936، في عهد رضا شاه بهلوي، شجع قائد البلاد النساء على عدم ارتداء غطاء الرأس الإسلامي في الأماكن العامة ولا "ارتداء الحجاب بدلا عن الثوب الطويل التقليدي". "كان الإلغاء الرسمي لارتداء غطاء الرأس الإسلامي انتصارا للمرأة، تماما كما أصبح الحال في عهد الجمهورية الإسلامية عندما فرض الحجاب رسميا عام 1979". "أجبرت نساء كثيرات على التخلي عن الحجاب والنزول إلى الشوارع وكنّ يشعرن بالإهانة والانكشاف". وصل الابن محمد رضا إلى السلطة، كما تقول الصحفية أميدي. عُرفت تلك العملية بالثورة البيضاء وأعطيت المرأة حق التصويت عام 1963، كما أخذت ذات الحقوق السياسية التي كان يتمتع بها الرجل. كما بُذلت جهود لتحسين إمكانية الوصول إلى مؤسسات التعليم في المقاطعات النائية. بما فيها الزواج والطلاق. وتقول الصحفية فراناك أميدي إن ذاك التشريع وسّع حقوق المرأة. "رفع قانون حماية الأسرة السن الأدنى لتزويج الفتيات من 13 إلى 18 عاما، كما أعطى المرأة قوّة أكبر في موضوع الطلاق". "كان كل ذلك تقدميا للغاية مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة". وتتذكر رحيمبور: "كانت لدينا وزيرات وقاضيات". ورغم وعود الثورة البيضاء "ظلت النساء خاضعات للأدوار التقليدية"، كما تقول الصحفية أميدي. إلا أنها تعتبر أن "مشاركة المرأة في الحياة السياسية لم تكن كبيرة". فهي تقر بأن نساء بلدها أخذن في لعب دور متزايد في الحياة العامة: "كان لهن حضور حيوي في المجتمع". تشير أميدي إلى "التأثير الكبير" للملكة فرح بهلوي، كان موضوع الازدهار العام للفنون في إيران منذ الخمسينيات وحتى الستينيات والسبعينيات موضوع مقال كتبته كل من مريم اختيار وجوليا روني من قسم الفن الإسلامي في متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك. ويرجع جزء كبير من ذاك النشاط الفني المتنامي إلى الازدهار الاقتصادي الذي كانت تشهده البلاد. ولكن على الرغم من امتلاك إيران الكثير من النفط، إلا أن الغالبية العظمى من الإيرانيين لم يستفيدوا من تلك الثروة. كانت إيران تضمّ مجتمعا دينيا محافظا للغاية. لكن ذاك الازدهار لم يتحقق بالكامل. هناك أفكار متضاربة حول ما إذا كانت المرأة تشعر باستقلالية أكبر وبالتمكين قبل الثورة الإسلامية. "ستقول المتدينات إنهن كنّ يشعرن براحة أكبر في الخروج للشارع بعد الثورة، يجب ألا ننسى أن هناك جزءا متدينا جدا في المجتمع الإيراني". عند مشاهدة صور أرشيفية لنساء في إيران يرتدين ملابس غربية بلا غطاء للرأس، أخبرتني امرأة إيرانية أن هذه الصور لا تمثل حياة المرأة عموما قبل الثورة. ارتداء الحجاب أو الحجاب مع ملابس محافظة لأن "المجتمع ربما كان أكثر تحفظا وأكثر تدينا مقارنة بما هو عليه اليوم". شارك العديد من الإيرانيين في الثورة آملين بالحصول على الحرية، وكما تقول رحيمبور، أدركنا أن كثيرا من المتدينين لم يكونوا مرتاحين لفكرة ارتداء النساء تنانير قصيرة، لكنها تقول إن كثيرا من "المتدينين بشدة" في إيران كانوا يعتقدون أن ارتداء غطاء الرأس "يجب أن يكون اختياريا". تشهد إيران اليوم اندلاع احتجاجات في جميع أنحاء البلاد بعد وفاة امرأة تبلغ من العمر 22 عاما في مركز احتجاز تابع للشرطة بحجة عدم التزامها بقواعد الحجاب. بينما تقول السلطات إن مهسا أميني توفيت لأسباب صحية، لكن عائلتها وكثيرا من الإيرانيين يظنون أنها ماتت بعد تعرضها للضرب.