وترى موسوعة علم النفس والتحليل النفسي بأن السلوك هو ما تقوم به اجهزتنا الجسمية من نشاطات قد نستطيع عند التركيز الاحساس بها كالتنفس وطرفة العين وضربات القلب وايضا من نشاطات لانستطيع الإحساس بها حتى لو قصدنا إلى ذلك مثل افرازات المعدة وإفراز السكر في الدم عند الاحساس بالخطر فرج طه )1993( وآخرون اذن ان السلوك هو ما يتضمن الجوانب التالية الادراكي المعرفي والانفعالي الوجداني والحركي الاجرائي ويقول دانييل لاجاش لا يقصد بالسلوك هنا المظاهر الخارجية والمادية البحتة بل هو جماع الافعال الفسيولوجية والنفسية واللفظية والحركية التي تقوم بها شخصية متصلة ببيئة المحاولة حل التوترات التي تحفزها ولتحقيق إمكانياتها، ان طريقة سلوك فرد ما في تعامله تختلف عن الآخر بكثير من الاوجه منها الدافعية نحو هذا الموضوع او مهارته الخاصة التي يختلف بها عن الآخرين أو خبراته الشخصية او العوامل المكتسبة ومعالجته له بطريقة تميزه عن اقرانه بنفس المستوى العمري او التعليمي وهو ما سماه علماء النفس وخصوصا من يدرسون علم النفس الفارقي " العمر النضجي" ، ان مبدأ الفروق الفردية في السلوك تقوم على اساس تفاعل عاملي الوراثة والبيئة في النمو فيسرع النمو عند بعض الافراد ويكون طبيعيا لدى البعض الآخر وبطيئا لدى البعض رغم اننا ندرك تماما ان هناك فروقا واضحة لدى التلاميذ في ما يطلقونه من افكار ولدى البالغين في اسلوب التعامل ونطلق على البعض بالعقلاء وعلى البعض الآخر بالشواذ لما يطرحونه من افكار غير مألوفة وهذا هو مبدا الفروق الفردية بين الافراد في السلوك. فالكثير من الافراد يمتلكون هذه القدرات ويستطيعون فهم العمليات المعرفية من خلال فهم الاجراءات التي يعتمد عليها في اتجاه المعلومات في انظمة الحاسوب تظرا للتشابه بين النظم المعرفية والنظم الحاسوبية ويرى علماء النفس المعرفي بان هناك فروق بين نظم الحاسوب والعقل الانساني من حيث التركيب المادي إلا ان كليهما يعملان على وفق مبادئ مشتركة ولهما ميزات مشتركة من حيث طاقات التخزين والمعالجة المركزية والاعتماد على المدخلات والمدخلات والمخرجات، من هنا برزت اهمية الفروق الفردية في الاساليب المعرفية ذات الصلة بالشخصية فالاساليب المعرفية قادرة على تفسير الكثير من جوانب الشخصية المعرفية والاجتماعية والانفعالية مما يعطيها القدرة على ان تلعب دورا مهما في تنظيم بيئة الفرد وسلوكه كموجه لاسلوب الفرد في التعامل مع مواقف الحياة المختلفة وتتداخل اهمية الفروق الفردية في دراسة الجوانب المعرفية الدقيقة من خلال توجيه السلوك في مجال او موقف محدد فضلا عن انها تعد موجهات عملية التعلم بالكشف عن القدرات الخاصة بعملية التعلم كونها تفرض شكلا وطريقة للتعامل مع مثيرات البيئة ومواقف التعلم الجديدة وتنظمها ولذا وجد علماء النفس المعرفيون بهذا الترابط ما يلي: -تعكس دراسة الجوانب المعرفية فروقا بين الافراد وليس فروقا بين الثقافات مما يجعل عملية قياسها ممكنة وسهلة ولذلك فانه يتوقع ان يتوزع افراد المجتمع بين اشكال وانواع هذه الاساليب المختلفة. وتشير قوانين النموان الاساليب المعرفية قابلة للتوزيع بشكل طبيعي او اعتدالي بين اراد المجتمعالواحد، هذه الفروق ليست فروقا في الكم بين الافراد وانما هي فروقا في اسلوب وطريقة التفكير والإدراك عند التعامل مع موقف معين مما يعطي الفرد نمطا مميزا في التفكير والإدراك. -ترتبط اساليب التعامل المعرفية بعلاقات سلبية او ايجابية مع متغيرات عديدة مثل:الدافعية والذكاء والنجاح الاكاديمي اعتمادا على طبيعة المهمة التي يقوم بها الفرد لوجود فروق فردية واضحة داخل الفرد نفسه او بينه وبين اقرانه من الافراد وهكذا. الفروق الفردية واكتساب اللغة : تعد اللغة الانجاز الانساني المتميز الذي يختص به الانسان عن الكائنات الحية الاخرى وكانت وما تزال "اللغة" اساس النظام الاجتماعي وجوهره وطريقة نقل المعلومة والتواصل فضلا عن نقل التراث وتدوين التاريخ حتى ان علماء النفس افردوا لها في تخصصهم مكانة خاصة في تخصصهم وبرزت دراسات حديثة مشتركة بين علم النفس وعلم اللغة عرف بعد ذلك بعلم النفس اللغوي Psycholinguist ice الذي يهتم بمعالجة القضايا المتعلقة بتركييب اللغة وكيفية اكتسابها وكيفية استخدامها وفهمها بشكل متنوع مع معرفة الفروق الفردية بين الناس في استثمارها استثمارا امثل فإمتلك البعض قدرات عالية في فقه اللغة لكي يعبر الناس عما في عقولهم بطريقة اصيلة ومتقدمة ومناسبة ومطابقة للمعاني المراد تعريفها. الفروق الفردية والدافعية الجنسية : يشكل النمو الطبيعي للانسان مؤشرا كاملا لجميع اجهزته بما فيها الغريزة الجنسية ، فحال وصول الانسان الى مرحلة المراهقة تشكل هذه التطورات في حياته ازمة للسواد الاعظم من المراهقين وأسرهم في مجتمعاتنا العربية والاسلامية فالجنسية تبدو للبعض بمثابة امتحان عسير للاسرة او المراهق (الذكر والانثى) على حد سواء ويرى التحليل النفسي ان الغريزة والاخلاق التي تنقلها التربية هما وجها لوجه صديقان او عدوان ويقول "بيير داكو"ولهذا السبب كانت هذه الغريزة الجنسية الذائعة الصيت عرضة لكثير من الانحرافات فيشعر المراهق بانه مدفوع خارج ذاته دون ان يعلم الى اين ولماذا وكيف وتظهر الحساسية في الوقت الذي يظهر فيه الميل الجنسي ويقوى الدافع الجنسي. الخ لذا يصعب التوصل الى مقياس يعين مقادير القوة او الضعف الجنسي او الفروق بين الافراد في العملية الجنسية بحد ذاتها او حتى المشاركين في الفعل الجنسي (الذكر او الانثى) الا ما نستدل منه بشكوى احدهما من عدم الاستمتاع بالممارسة لا من حيث فنياتها وانما من حيث الدافع الجنسي والاداء الجنسي الفعلي واستكمال لذتها، يطرح "علي كمال" بعض الاسباب المؤدية الى الضعف الجنسي وهو عادة ما يسبب المشاكل بين المشتركين في العملية الجنسية ومنها : البنية الجسمية، امراض الكلى والجهاز البولي، التداخل الجراحي من المحتمل ان تؤدي مثل هذه الحالات الى الخلاف المبطن ثم الى الانفصال ويحدث احيانا ان تكون هناك مشكلات بسبب الصدمة النفسية التي ربما يعاني منها البعض من العملية ذاتها وما توحي لهم به من تشويه لتكامل صورتهم عن انفسهم. ان التامل في مستوى هذه الفروق يفيد كثيرا في عملية التكامل النفسي وتحقيق الضرورات البيولوجية عند الانسان، كما هو الحق عند الذكر بالاولوية وبنفس الشدة تظهر مخاولات سلوك التملك عند كل من الذكر والانثى وقد تكون بدرجات متساوية عندهما في المجتمعات الشرقية، ان الفروق الفردية في الرغبة الجنسية لدى الذكر والانثى مختلفان ليس في شدتها او ضعفها فحسب بل بالممارسة ذاتها فلكل منهما اسلويه بعرض اغواءه تجاه الاخر فكلا الجنسين يمارس شكلا من السلوك الجنسي فاللرجل اسلوبه وللانثى اسلوبها وتؤكد الدراسات المتخصصة في هذا المجال ان الانثى اقل لجوءا واستغلالا لاعضائها الجنسية من الرجل لغرض جلب الانتباه والاثارة، وانمنا المقصود بالفعل المؤدي الى الاجتذاب بين الجنسين لغرض التكاثر وتوافر اللقاء لاغراض التناسل ولعل ما يقوم به كل من الذكر او الانثى من جواذب خاصة به ما زال يخدم الاغراض رغم ان هناك فروقا فردية بينهما. الفروق الفردية والسمات تعد السمات بشكل عام ما تميز الافراد عن بعضهم البعض ولكن ما نود تناوله هنا بعض السمات الاجتماعية ومنها العلاقات الاجتماعية، والادراك الاجتماعي ان حجم العلاقات الاجتماعية بين الناس واضحا ومؤثرا في كل نواحي الحياة المختلفة فالافراد لديهم تباين في الفروق الفردية بكل من سمة العلاقة الاجتماعية مع الاخرين او القيادة او الحاجة الى المعرفة او الادراك الاجتماعي، فالعلاقات الاجتماعية هي علاقات عامة وتوصف بأنها طيبة او سيئة كما تسميها موسوعة علم النفس والتحليل النفسي بمقدار ما تنطوي عليه من ثقة متبادلة بين الاطراف بعضهم البعض ومن احترام وتعاون بناء فالفروق الفردية تظهر هذه العلاقات لدى بعض الافراد لتتسع وتاخذ حيزا كبيرا في الشخصية الانسانية وخصوصا اذا تم في اطار عمليات التفاعل الاجتماعي، وان السمات الشخصية للفرد التي تستطيع ان ترضي الحاجات هي وحدها التي يمكن ان تصبح سمات القائد كما يقول"محمد ابراهيم عيد" ويجملها في الخصائص التالية: -المبادأة في الصلات الاجتماعية -القدرة على التنظيم - التشابه من حيث هو مجاراة للجماعة ان اهمية الفروق الفردية في هذه الجوانب المختلفة لها دلالاتها واهميتها لدى الافراد كما ان لهذه السمات جميعها تأثيرها في شخصيات الاخرين وكذلك مكوناتها المختلفة ومدى تباينها بتباين الفروق الفردية