الحمدلله: سافرت في يوم ممطر، وذكريات طفولتي بضربي من أبي بعصا نخيل، وربطني بعود النخلة لساعات، تملكني عند صعودي للطائرة. ابتسامة المضيفة الآلية حزنتني، بينما استمتعت بردّها بابتسامة. بحثت عن مقعدي في الطائرة كما في فيلم "الحياة في مكان آخر"، قرأت تعليمات السلامة، مستعدة للسفر دون رجعة. هبوط الطائرة في الكويت كان بانتظار استقبال حافل، لكنّ كل شيء كان مألوفاً كما تخيلت. شعرت بالراحة في ضياع أنا بين الحشود، رأيت نساءً محجبات و أخريات بمكياج صارخ، و شعرت بالبرد رغم عدم اعتيادي عليه. في المطار، انتظرت أقربائي، شعرت أن تلك الدقائق كقرن كامل. الكويت ليلاً، بشوارعها المتهالكة، و إعلاناتها، تختلف عن هدوء قريتي. وصلت لغرفتي الخاصة، شعرت بالسعادة لأول مرة بامتلاك مساحة خاصة. كتبت في مذكراتي، ونظرت من النافذة إلى أضواء الكويت. لم أنم، شعرتُ بمشاعري تدفعني بقوة للعيش كما أريد. في الجامعة، حضرّت محاضرة "مقدمة في الجغرافيا السياسية"، لكن ذكريات طفولتي غطّت على الكلام. رأيت وجوه زملائي وكأنهم متواطئون بضربي، استيقظت من حلم ثقيل في استراحة الكلية. كل شيء رائع، الطقس ربيعي، و أحلامي تنتظرني في هذه الجامعة.