إن من العلوم الحديثة التي نالت شهرة بعيدة ، و قيمة كبيرة و أصبح لها شأن في الحياة ،ألنه ما من ميدان من ميادين الحياة إال و وجد لعلم النفس فيه نصيبا ،كان في التربية أو الصحة أو االدارة أو القانون أو العلوم العسكرية و حتى في الفضاء و غيرها من ألن علم النفس يبحث في الحياة النفسية لالنسان ، فكان لزاما أن تجد لهذا العلم الذ ي يدرس سلوكه دورا كبيرا فيتسيير جميع الميادين التي لها صلة باالنسان و ما يفعله .لذا كان اهتمام علماء النفس الذين كرسوا حياتهم لدراسة القوى الخفية المحركة لهذا المعمل الدائم الحركةقد يؤدي أقل خلل في توزيعها إلى عطل أجزاء هذا الجسم ووقف حركتها أو ربما عطله بأكمله أو بمعنى آخر انتهاء حياة االنسانو من هنا وجب علينا معرفة ماهية النفس ، و لماذا انفرد هذا العلم باهتمام سائر الشعوب و االفراد ،التاريخ ليدلنا داللة واضحة على أن حيا ة االمم و قوتها ، كان بفضل معرفة بنيتها معرفة من يقدر على نفسه و يوجهها إلى ما فيه الخير المته و النفع لجسده ، وقديما قالوا "أصعب شيئ على االنسان معرفة نفسه" .قال تعا. "لى " و في أنفسكم أفال تبصرون: النفـــسلم يهتد البحث بعد إلى معرفة كنه النفس ، كمااستعملت بمعنى الج سد و بمعنى التأكيد فيقال هو نفسه أي عينه . و هكذا استعملت هذه الكلمة لجملة معان أما عرفا فقد انقسم العلماء في تعريف النفس ، فمنهم من عرفها بأنها ذلك النشاط الذي يمتاز به الكائنالحي و هي المسيطرة على كل حركاته .الحي بين غيره من الكائنات الحية . و قوم منهم قالوا : إنها القوة الخفية الموجودة في كل كائن حي تظلكامنة فيه يحيا بها فإن أصابها ما يذهبها فقد حياته . و بعضهم فسر نفسية المرء بأنها شخصيته التي هيالجهاز العصبي لالنسان .االنسان ، و كل ما يعرف عنها هو ما يالحظ على المرء من سكنات و حركات و نشاط حيوي سواء أكان ذلك خاصا باحتكاكه بغيره من الكائناتأم خاصا به وحده ، فالنفس السليمة يُرى صاحبها و قد سار فيالحياة في طريق سوي طبيعي ليس به شذوذ ، و النفس السقيمة يُرى صاحبها و قد سار سيرا معوجا من شأنه أن يظهره في مظهر غير مألوف