انطلق في أبوظبي المؤتمر الدولي الثاني لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بمشاركة 92 متحدثاً من 25 جامعة على مستوى العالم الإسلامي، وبحضور الشيخ عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس المجلس العلمي الأعلى لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، الدراسات الإسلامية ومناهج البحث والتدريس، إعادة بناء العلوم الإسلامية في الجامعات العربية، الدراسات الإسلامية وتعزيز قيم التعايش والمواطنة، الخطاب الديني والمجتمع ، واشار معالي الشيخ عبد الله بن بيه في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر أهمية المحاور التي يناقشها في تعزيز قيم المواطنة والتعايش من خلال مناهج الدراسات الإسلامية في الجامعات. وأشار إلى أن الدراسات الإسلامية كانت في منبتها الأوروبي محاولة ظهرت في القرن التاسع عشر على يد زمرة من المستشرقين لدراسة الإسلام من منظور مغاير ومن ثم فقد كان يرنو إلى معرفة علمية شاملة لكل ما يتعلق بالإسلام دينا وحضارة وأمما وثقافة وفنا ولغات، بل بكل ما أنتجه الإسلام والمسلمون وكذلك واقع الحضارة الإسلامية واستشراف مستقبلها وآفاق تطورها. وأضاف أن هذا المفهوم لم تحتفظ به الجامعات في العالم الإسلامي وإن احتفظت بعضها بالاسم وقصدت به تدريس العلوم الإسلامية شريعة وعقائد، مشيرا إلى أن المطلب التجديدي في الدراسات الإسلامية ينطلق من الوعي بما تتهم به بعض المناهج التربوية الدينية من المسؤولية في انتشار التطرف ولا بد من إعادة النظر في هذا المنهاج، كما أشار معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي أن المؤتمر يَنْعَقِدُ في سياقِ الحاجة إلى تطويرِ مجالِ الدراساتِ الإسلاميةِ فِي مُخْتَلِفِ المعاهدِ والمدارسِ، وَيَنْبَغِي أَن تُوَاجَهَ بالعلم الشرعي الرصين والمعرفة الإنسانية والاستفادة من الخبرات والتجارب. وقال إنَّ جامعةَ محمد بنِ زايد للعلوم الإنسانيةِ تَسْعَى مِن خِلالِ هذَا المؤتمرِ إلى الاستفادة من المتخصصين مِن ذَوي العِلم علَى تَوليدِ الأفكارِ وبناءِ المعارفِ، في سبيلِ الوصولِ إلى نتائجَ عَمَليةٍ، ونوه إلى أن الجامعةَ قَامَت أيضا باستحداثِ مَوَادّ وَمَساقاتٍ تَتضَمَّن جملةً مِن القَضايا الراهنةِ التي ترتبطُ بالواقعِ كمساقِ المدخل إلى التسامح والتعايشِ، حيث ان أن الدراساتِ الإٍسلاميةَ في الجامعاتِ اليومَ مِن شَأْنِها أَن تعزز دَعَائِمَ الدِّينِ السَّمْحِ في المجتمعاتِ، وَيَنبغِي أَن تكونَ علَى مستوى البحثِ والتعليم والتدريس مَنَارةً يَهْتَدِي بِها أبناءُ الوطنِ في تعزيزِ روابطِ المواطنة الصالحة و المحبةِ والأخوةِ والتعايشِ بينَ البشرية ، وذلكَ مِن أجل أَن يَشِعَّ نورُ القيم والاعتدالِ علَى أبناءِ الجيلِ الحاضرِ والأجيالِ القادمةِ ليَكونُوا قدوة في تنميةِ الأوطانِ والسُّموِّ بها إلى العِزةِ والرِّفْعةِ والرقيِّ. النائب الأول لمفتي روسيا مدير مركز الدراسات الإسلامية في جامعة سانت بترسبورغ بروسيا، أن المسلمين في روسيا ساهموا في تطوير تدريس العلوم الدينية، أسهمت في تحقيق الاندماج داخل المجتمع الروسي. وقال معالي الدكتور أحمد بن سالم العامري، رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية: "يتطلب تدريس برامج الدراسات الإسلامية العمل على تنقيتها من كل دخيل قد يشوش على الهوية والانتماء،