35في الشعر المنشور أقرب ما تكون إلى قصائد النثر الحديثة منها إلى الشعر المنثور الذي عرفته العربية طويلا عند جبران وغيره . لهذا يعترف بأنه لم يتأثر في هذه التجربة بوالت ويتمان مبدع الشعر المنثور ، وإنما شواهد الحال تدل على تأثره بإليوت . وبالرغم من التحرر من كل وزن منتظم فموسيقى القصيدتين اللتين كتبهما شعراً منثوراً أدق وأعمق من الموسيقى الراتبة في ( بلوتلاند » . ولعل فيهما من الشعر يقول لويس - بقدر ما في بقية الديوان . وإن كان السبيل الوحيد إلى فهمهما هو الأذن المدربة على سماع شوبان وعجلات القطار الغليظة ، فتربط ما بين أنغام الوجود مهما اختلفت مصادرها . كما أن فهم هاتين القصيدتين يحتاج إلى علم بالأساطير الأوربية وتفقه فى الثقافات الغربية « ولن يحس بها إنسان يفهم الشعر على أنه الكلام الموزون المقنى » . ويختم هذا المنافست التاريخي بقوله :النقاد والنحاة العرب في قيمة التضمين ، فمنهم من استطاب وجوده في الشعر كالأخفش ، مدللين على أنه منالممكن أن نجد بيتين عند العرب يجريان مجرى الجملة الواحدة ، كقول الربيع بن ضبع الفزاري :أصبحت لا أحمل السلاح ، ولا أملك رأس البعير ، إن نفراوالذئب أخشاه ، إن مررت بهوحدى ، وأخشى الرياح والمطراف و تجانس الجملتين في التركيب » و « حكم المعطوف والمعطوف عليه أن يجريا مجرى العقدة الواحدة ؟هما الضابط الذي يحكم حركة البيتين ؛ وهما ضابط شكلى صرف . لذلك كان من بين النقاد والنحاة العربمن يرفض التضمين رفضاً قاطعاً . ومن هؤلاء أبو الحسن وغيره ممن قالوا : إن كل بيت من القصيدة شعر قائم بنفسه : ، و فكلما ازدادت حاجة البيت الأول إلى الثاني واتصل به اتصالا شديداً كان أقبح مما لم يحتج الأول فيه إلى الثاني هذه الحاجة ، قال : فمن أشد التضمين قول الشاعر روى عن قطرب وغيره :وليس المال ، بمالمن الأقوام إلا الذىیرید به العلاء ويمتهنه الأقرب أقر بيه ، والقصى فصمن بالموصول والصلة على شدة اتصال كل واحد منهما بصاحبه ، وقال النابغة :وهم وردوا الجفار على تميموهم أصحاب يومعكاظ إنىشهدت لهم مواطن صادقاتأتيتهم مود وهذا دون الأول لأنه ليس اتصال المخبر عنه بخبره في شدة اتصال الموصول بصلته ، ( نفس المرجع -الصدر منىص 259).