يلخص النص نظرية مالينوفسكي الوظيفية في الأنثروبولوجيا، التي تعتمد على فهم وظيفة كل عنصر ثقافي في إشباع حاجة بيولوجية أو حاجة مشتقة منها. يرى مالينوفسكي أن الثقافة نظام متكامل، لا يمكن فهم عناصره إلا في سياقها الكلي وعلاقاتها المتبادلة، رافضا بذلك الدراسات الجزئية والنظريات التطورية والانتشارية. تُعرّف "الوظيفة" بإشباع حاجة، بدءًا من الحاجات الأساسية كالغذاء إلى المعتقدات الدينية. يؤكد على ضرورة ربط كل عنصر اجتماعي بالكلية التي ينتمي إليها، مُشددا على وحدة الثقافة ورفضه للتفسيرات التاريخية والسيكولوجية المنعزلة. يتفق رادكليف براون مع مالينوفسكي في رفضه للنظريات التطورية والانتشارية، مُشيرا إلى أهمية مفاهيم "المسار" و"البنية" و"الوظيفة" في فهم الانتظام الاجتماعي. يُعرّف رادكليف براون الوظيفة بأنها مساهمة الممارسة الاجتماعية في استمرار النسق الاجتماعي، مشددا على وحدة وظيفية تُحقق الانسجام والتعاون بين عناصر النسق. يُبرز كلا المفكرين أهمية دراسة الثقافة ككل متكامل لتفهم وظائف عناصرها المختلفة في سياق تكيف بيئي، مؤسساتي وثقافي.