انتهينا من خلال العرض المتقدم إلى أن الطبيعة الفسيفسائية هي ما تتميز بها العلاقات العقديـة القائمة بين وكالة السياحة و السفر و زبائنها ، بالنتيجة - ازدواجا في مسؤوليتها التي تراوحت بين الشخصية و الغيرية ؛ حيـث تكـون الوكالـة مسؤولة مسؤولية الشخصية بالنظر لكونها طرفا متعاقدا سواء في عقد الوكالة باعتبارها وكيلا أو في عقد الرحلة باعتبارها مقاولا أو بائع ، ا أما مسؤوليتها الغيرية أو مسؤوليتها عن فعل الغير من مقدمي الخدمات الذين تلجأ إليهم الوكالة في سبيل تنفيذ عقد الرحلة فلا يخرج نطاقها عن الـرحلات الشـاملة التي تتصرف فيها الوكالة بصفتها مقاولا أو بائعا ، و إن كانت هذه القواعد تدعم مركز السائح المستهلك و تعزز من حمايته إلا أننـا قـد لمسـنا بوضوح أن إفراد قانون خاص لتنظيم نشاط وكالة السياحة و السفر لم يحل دون إعمال القواعد العامة الواردة في القانون المدني التي ظلت مسيطرة على أحكامه المتعلقة بعلاقة وكالة السياحة بعملائهـا مسؤوليتها اتجاههم ، و الالتزام بالسهر على تنفيذ الخدمات السـياحية هذه المسؤولية التي أضحت تطغى على جميع العلاقاتالتي يكون أحد أطرافها مهني متخصص .