يعتبر الفعل التربوي فعل معقد و مركّب و متشعّب، و ذلك لتداخل عدة أصناف من العوامل فيه و يعرّف أنتوان ليون Antoine Lion 1970 هذا المفهوم في كتابه ( البيداغوجيا النفسية للكهل) فيقول: " الفعل التربوي هو عملية تبادل بين المربي و من يروم تربيتهم تهدف إلى تغيير سلوك كل من المعلم و المتعلم وهي عملية تمر عبر موضوع الدرس، و تجري في إطار مؤسسي معين"تأسس الفعل التربوي للمدرسة على ترسيخ القيم، فتقدير الذات يبدأ بتقديرالآخر، وذاك جسر لترسيخ قيم الديمقراطية في حياة المتعلم وسلوكه، مشبع بثقافة الحوار والتواصل بالضرورة على عملية بالغة التعقيد كونها مسؤولية مجتمعية مشتركة تساهم بها كل من موقعه مختلف مؤسسات المجتمع المهتمة بالتنشئة الكامنة في انتاج القيم، والقيم هي التي تتحكم في جميع مراحل العملية التعليمية، وأول نتيجة لتطور العلم والتكنولوجيا هي التأكيد على ضرورة التربية، ومن مهام المؤسسة المدرسية تحقيق الإدماج الاجتماعي عبر التنشئة التي تقوم بها بغية تمكين الفرد/المتعلم من استبطان القيم الاجتماعية والثقافية السائدة في محيطه بما فيها من مفاهيم وعادات وتقاليد. ويوجه سلوكه في إطار البناء الاجتماعي الذي تتعهده المدرسة بجانب المؤسسات الموازية التي تضطلع بمهام التربية. والى التحولات الكونية من الناحيتين الثقافية والاجتماعية، فهل ما تشهده الممارسة اليومية من سلوك لامدني دليل يكفي لإثارة الشك حيال نجاعة المقاربة المدرسية في الاضطلاع بمطلب التنشئة الاجتماعية وبناء السلوك المدني؟ولعل الهدف الأسمى الذي تسعى إليه التنشئة هو البناء الشخصي لذات المتعلم، ودور المدرسة يكمن في إكساب المتعلمين الثقافة الايجابية، فالمناهج الدراسية ترمي إلى إرساء وترسيخ القيم الايجابية لدى المتعلمين نحو ذواتهم ونحو الآخرين،