ثم ظهر لي الآن احتمال آخر وهو أن يكون المراد بها من خرجت من الأجساد حين خروجها لأنها مستقرة، ولا يلزم من رؤية آدم لها وهو في السماء الدنيا أن يفتح لها أبواب السماء ولا تلجها ، وقد وقع في حديث أبي سعيد عند البيهقي ما يؤيده ولفظه " فإذا أنا بآدم تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول : روح طيبة ونفس طيبة اجعلوها في عليين . اجعلوها في سجين " وفي حديث أبي هريرة عند البزار " فإذا عن يمينه باب يخرج منه ريح طيبة وعن شماله باب يخرج منه ريح خبيثة " الحديث . قوله : ( بالابن الصالح والنبي الصالح ) قيل : اقتصر الأنبياء على وصفه بهذه الصفة وتواردوا عليها لأن الصلاح صفة تشمل خلال الخير، وفي قول آدم " بالابن الصالح " إشارة إلى افتخاره بأبوة النبي صلى الله عليه وسلم وسيأتي في التوحيد بيان الحكمة في خصوص منازل الأنبياء من السماء . قوله : ( ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية ) وفيه " فإذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة " قال النووي قال ابن السكيت : يقال ابنا خالة ولا يقال ابنا عمة، وفي السابعة إبراهيم وخالف ذلك الزهري في روايته عن أنس عن أبي ذر أنه لم يثبت أسماءهم وقال فيه : " وإبراهيم في السماء السادسة " ووقع في رواية شريك عن أنس أن إدريس في الثالثة، ورواية من ضبط أولى ولا سيما مع اتفاق قتادة وثابت وقد وافقهما يزيد بن أبي مالك عن أنس، وأجيب بأن أرواحهم تشكلت بصور أجسادهم أو أحضرت أجسادهم الملاقاة النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة تشريفا له وتكريما، ويؤيده حديث عبد الرحمن بن هاشم عن أنس ففيه " وبعث له آدم فمن دونه من الأنبياء " فافهم، عليه وسلم عن منزلة إبراهيم إلى قاب قوسين أو أدنى . قيل له : ما يبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاما بعث بعدى يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي ) وفي رواية شريك عن أنس " لم أظن أحدا يرفع علي " وفي حديث أبي سعيد : قال موسى : يزعم بنو إسرائيل أني أكرم على الله، مسعود عن أبيه أنه " مر بموسى عليه السلام وهو يرفع صوته فيقول : أكرمته وفضلته،