يُبرز النص الفرق بين شعر العصر النبطي والعاطفي، مُركزًا على أسلوب التجريد في التعبير عن العواطف الكبرى في الشعر العاطفي. فالشعر النبطي كان تصويريًا واقعيًا، يصف المظاهر والأحداث ويترك للقارئ حرية الشعور، دون فرض عواطف الشاعر عليه. لم يكن هذا عدم إدراك للشاعر النبطي لما يجول في النفس، بل اختيارًا لطريقة تعبير محايدة، كما في التشبيه القصصي بالشعر الجاهلي الذي يُظهر انفعالات الشاعر عبر وصفه لانفعالات الحيوان. وهذا ربما يعود لقانون "المحافظة" في النفس العربية. ويُضرب مثالًا بوصف امرئ القيس لمعشوقته، حيث يصف جمالها جسديًا معبراً عن حزنه لفراقها وذكرى لقائه بها وصفًا مادياً، موضحًا اختيار الشاعر للتعبير المادي بدلًا من التجريد.