لم يكن يعرف اسم النجم (الرجل الحبار)، وعلم أن كل النجوم الأخرى ستشرق قريباً، وسيتناثر حوله كل أصدقائه البعيدين في السماء. "ليس علينا أن نحاول قتل النجوم. حيث حل الظلام سريعًا بعد غروب الشمس في سبتمبر، واستلقى على الخشب البالي لمقدمة القارب، ورأى سمكة الدلفين اليمنى. بدأ يشق طريقه إلى مؤخرة القارب، وهو يزحف بحذر على يديه وركبتيه. وحتى لا يسبب حمى مفاجئة في السمكة، وظهر لونها الآن في ضوء النجوم - أبيض. لكنه أوقف الخيط بكل قوته بيده اليمنى، وأخيراً وجدت يده اليسرى الخيط، فانحنى إلى الخلف. وبدا - الآن - وكأنه يتحرك في واد عميق من السحب، من النوم - يا شيخ - ما دامت السمكة هادئة وثابتة الحركة'. لم يستطع أن يشاهد وثبات السمكة، ولكنه كان فقط يسمع تفجر المحيط عند قفزها ورشاش المياه الثقيل عند سقوطها، كانت سرعة انفلات الخيط تجرح يديه بشدة، ولهذا حاول أن يجعل الخيط يمرّ عبر الأجزاء الصُّلبة من يديه، وألا يدعه ينزلق إلى راحة اليد، وفكر الشيخ: «لو كان الصبي هنا لبلل لفات الخيط، وامتد الخيط خارجًا وخارجًا وخارجا، وسيجعل الشيخ السمكة تدفع مقابلا باهظًا لكل بوصة من الخيط. الآن رفع الشيخ رأسه من الخشب ومن شريحة الدولفين التي ارتطم بها خده، ثم على مهل قام واقفًا على قدميه، وكان طوال الوقت يُرخي الخيط، لم يتمكن من مشاهدة ثبات السمكة، لكنه لم يسمع إلا انفجار المحيط عندما قفزت ورذاذ الماء الكثيف عندما سقط. سرعة هروب الخط تؤذي يديه بشدة، لكنه كان يتوقع دائمًا حدوث ذلك، فحاول أن يجعل الخط يمر عبر الأجزاء الصلبة من يديه، وبعد أن قدر أن يده اليمنى قد مكثت في الماء مدة كافية، فخاطب يده اليسرى قائلاً: "إنك لم تتحملي هذا الألم من أجل شيء لا قيمة له، أمسك الخيط بعناية حتى لا يمس أي جرح جديد في يده، وأداره حتى يتمكن من وضع يده اليسرى في البحر الجانب الآخر من القارب. وقال في نفسه: «أنت عبء علي، وفكر في نفسه: «ولكن يجب أن أجعله يقترب أكثر فأكثر، ويجب ألا أحاول التصويب نحو الرأس، " و قال: "لا تقفز أيها السمك. كانت السمكة تقترب في دورتها الآن وهي جميلة المنظر وهادئة ماعدا ذيلها الكبير الذي كان يتحرك، فسحبها الشيخ بأقصى ما يستطيع ليجعلها أقرب، فاستدارت السمكة قليلا على جنبها لحظةً واحدةً فقط، ولكنه استمر بالضغط على السمكة العظيمة بكل استطاعته، ولكنه عندما استجمع جهده كله، بحيث لم يكن بإمكانه التكلم، ولكنه لم يستطع الوصول إلى الماء الآن، وفكر: «يجب أن أجلبها إلى جانب القارب هذه المرة، فأنا لستُ قادرًا على احتمال دورات عديدة أخرى»، ثمّ ناجي نفسه قائلا: «نعم أنت قادر على ذلك، وتكرر الأمر مرتين عند دوران السمكة. وقال الشيخ في نفسه: «لا أدري»، هكذا عاهد الشيخ نفسه، على الرغم من أن يديه غدتا واهنتين، وهو يُحِسُّ بأنه سينهار قبل أن يبدأ المحاولة. استجمع كل ألمه وما تبقى من قوته وعزة نفسه التي تلاشت منذ أمد طويل، وحشد كل ذلك في مجابهة معاناة السمكة، فتحوّلت السمكة إلى جانبه، وبقوة إضافية استجمعها في تلك اللحظة غرز الحربة في جنب السمكة تماما خلف الزعنفة الصدرية الكبيرة التي كانت ترتفع عاليا في الهواء إلى مستوى صدر الشيخ، وارتفعت عاليًا خارج الماء، عارضة كل طولها وعرضها العظيمين وجميع بأسها وجمالها، وبدت معلقة في الهواء فوق الشيخ في المركب،